تزداد المخاوف يوما بعد يوم من انتشار الأوبئة داخل قطاع غزة، نظرا للظروف القاسية التي تمر بها السكان خلال الحرب، مما يشكل خطرا على حياة الجميع، وفقا لحديث الناطق باسم الهلال الأحمر الفلسطيني عبد الجليل حنجل.
وأكد حنجل لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن المخاطر الوبائية ترتفع بشكل كبير بسبب عدة عوامل أبرزها توقف عدد كبير من المؤسسات الطبية والمستشفيات وأماكن الرعاية عن تقديم خدماتها، وعدم القدرة على إجراء الفحوص اللازمة لهم.
وأضاف: "تواجه غزة مأزقا صعبا بعد تدمير البنية التحتية للصرف الصحي داخل القطاع خلال القصف المستمر لأكثر من شهر، وتبعات تلك الأزمة على زيادة الأمراض الوبائية بين السكان في ظل الأوضاع الإنسانية المتردية".
وخلال الساعات الماضية، أعلنت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس في بيان رسمي، أن تعطل مضخات الصرف الصحي وشح المياه سيتسبب في زيادة انتشار الأمراض المنقولة عبر الماء والالتهابات البكتيرية.
وأشارت المنظمة، الأسبوع الماضي، إلى تسجيل نحو 34 ألف حالة إسهال منذ مطلع شهر أكتوبر الماضي، والنسبة الأكبر من المصابين كانت لأطفال تحت سن 5 أعوام، مؤكدة أن "هذا المعدل يزيد بمقدار 16 مرة عن الأرقام الطبيعية التي كانت تسجل شهريا".
المشكلة الأكبر
ويوضح الناطق باسم الهلال الأحمر الفلسطيني أن المشكلة الأكبر التي تواجه الصغار في قطاع غزة هي انقطاع أعداد هائلة من الأطفال وحديثي الولادة عن الحصول على التطعيمات الضرورية، وعلى رأسها لقاحات شلل الأطفال، نتيجة النزوح وعدم توافر المستشفيات لتقديم الخدمة الطبية، مشيرا إلى أن الآثار الوخيمة لذلك ستظهر بعد فترة.
ويتابع: "هناك معاناة كبرى أيضا بسبب نقص المياه العذبة بعد قطعها منذ اندلاع الحرب، فضلا عن إتلاف الخطوط التي تمد الأهالي باحتياجاتهم، لأن استخدام البدائل الأخرى يتسبب في العديد من الأزمات الصحية".
ويعدد حنجل المآسي الوبائية المرتبطة بتكدس آلاف النازحين في غزة في مناطق صغيرة، موضحا لموقع "سكاي نيوز عربية" أن هناك ضغطا شديدا على المرافق الصحية مما يؤثر على الصحة العامة للمتواجدين في أماكن الإيواء، إلى جانب اقتراب فصل الشتاء الذي سيسفر عن زيادة الأوبئة التنفسية وسط التجمعات.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من لجوء السكان إلى شرب المياه الملوثة مما يزيد من خطر انتشار العدوى البكتيرية، بجانب توقف عمل جمع النفايات الصلبة، وهو الأمر الذي يساعد على وجود بيئة مواتية للانتشار السريع للحشرات والقوارض التي تنقل الأمراض.
واعتبرت المنظمة أن الخطر مضاعف على النازحين من السكان لأنهم يعيشون في أماكن إيواء مزدحمة بشدة، وتفتقر إلى مرافق النظافة الشخصية والمياه المأمونة بصورة كافية، مشيرة إلى توثيق أكثر من ألف إصابة بجدري الماء و55 ألف إصابة بعدوى في الجهاز التنفسي.
الجميع متضرر
ويجزم حنجل بأن أعداد المتضررين من المخاطر الوبائية كبيرة للغاية، مشيرا إلى "إحصائية وافية ستصدر من خلال وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية"، لكنه يوضح أن كل شخص بغزة متضرر سواء كان من كبار السن أو الصغار.
كما كشف عن محاولات الهلال الأحمر الفلسطيني للمساعدة، قائلا لموقع "سكاي نيوز عربية": "نحاول تقديم الخدمات الطبية المتاحة خلال الأوضاع الراهنة عبر قطاع الإسعاف والمستشفيات، التي تخرج تلو الأخرى من الخدمة بسبب نقص الوقود والتعرض للقصف والحصار".
ويتابع: "كذلك نعمل عن طريق دائرة الكوارث على تقديم خدمات للنازحين، ونستقبل المساعدات التي تصلنا عبر معبر رفح من الدول والمنظمات المختلفة، وهي المواد الطبية والغذائية، ونحرص على توزيعها سريعا على الجميع".
وناشد حنجل الجهات المسؤولة بسرعة الوصول إلى قرار لوقف الحرب على قطاع غزة وضرورة السماح لإدخال الوقود والمواد الغذائية، وكميات أكبر من الاحتياجات الطبية، بجانب التعجيل بتأهيل المستشفيات المتضررة وإعادتها للعمل مرة أخرى للتعامل مع الاحتياجات الصحية للوافدين على أماكن الرعاية الطبية.