تسبب القصف الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة، في تدمير عدد كبير من مراكب وقوارب الصيد، التي كانت تمثل مصدر رزق للكثير من الصيادين في القطاع.
فلا مصدر للحياة في غزة، بقي على قيد الحياة، فقوارب الصيد التي يقتات منها الناس في النصيرات وسط القطاع، تم إحراقها بغارة إسرائيلية، ليبقى اللهب والدخان، المشهد الذي يثير غضب الصيادين في شواطئ غزة.
ويقول أحد مواطني المنطقة إن الدمار الذي شمل الصيد سيدوم لـ200 سنة.
قوارب صغيرة متفحمة، هو كل ما تبقى من أدوات كان يستخدمها الغزاويون، للحصول على وجبة أو مصدر دخل، في ظل حرب لم تترك أخضر أو يابسا.
احترقت المراكب، وانقطع معها مورد رزق مئات الصيادين التائقين إلى توفير لقمة عيش لهم ولعائلاتهم في ظل الحصار المطبق على القطاع، والقصف المستمر.
بيأس شديد يحاول الصيادون لحاق ما تبقى من القوارب وإطفاء حرائقها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه عله يفيدهم في باقي الأيام.
ويضيف أحد الصيادين بكل حسرة قائلا: "لم يبق لنا أي شيء بعد الآن حتى نطعم به أطفالنا.. لم يتركوا لنا أي سبيل للعيش كل شيء أكلته النيران".
وإلى جانب هذه الخسائر الكبيرة لا يبدو أن الوضع مقدم على انفراج قريب في ظل معارك مستمرة دون توقف، وفي ظل رفض الجانب الإسرائيلي لأي إنهاء للحرب وأي وقف لإطلاق النار بعد غارات وهجمات برية متواصلة لأكثر من شهر في قطاع غزة.
حرب المسشفيات
ميدانيا، أعلن وكيل وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة يوسف أبو الريش، الإثنين، وفاة 6 أطفال خدج و9 في قسم العناية المكثفة" بسبب انقطاع الكهرباء عن مستشفى الشفاء أكبر المؤسسات الاستشفائية في قطاع غزة الذي يتعرض لحصار وقصف إسرائيلي متواصلين.
وكان أبو الريش الموجود في مستشفى الشفاء الذي لجأ إليه آلاف النازحين أشار مساء الأحد في حصيلة سابقة إلى "وفاة 5 أطفال خدج" و"7 مرضى".
وأعلن المستشفى، السبت، أن 39 طفلا من الخدج لا يزالون في المستشفى. وكان طبيب في منظمة "أطباء بلا حدود" أفاد أيضا بأن 17 مريضا موجودون في العناية المركزة، وفقا لوكالة فرانس برس.
من جهة ثانية، رفض نائب رئيس منظمة أطباء العالم غير الحكومية، جان فرانسوا كورتي، بمناسبة انعقاد المؤتمر الإنساني حول غزة في باريس وقف القصف في غزة لساعات فقط وطالب بوقف فوري وكامل لإطلاق النار، للسماح بتقديم استجابة إنسانية حقيقية تلبي الاحتياجات الهائلة لـ 2.2 مليون مدني في القطاع.
وفي تصريحه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أوضح أنه "لا يمكن اعتبار توقف القصف لبضع ساعات "إنسانياً" لأنه لا يسمح بإيصال كميات كبيرة من المساعدات الحيوية التي يحتاجها سكان القطاع بشدة. وكل دقيقة تمر في غزة دون وقف إطلاق النار تكلف المزيد من الأرواح البريئة".
وبعد أكثر من شهر من القصف المتتالي والحصار، يقول كورتي إن "وقف إطلاق النار هو ضرورة ملحة ومطلقة لأن المدنيين والعاملين في المجال الصحي وأعضاء الجمعيات الدولية في خطر. هناك تفجيرات عشوائية تستهدف المدنيين. والحصار له تأثير كبير على الأطفال والنساء. المدنيون يعانون من العطش والجوع والخوف وغياب التطبيب".