مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس منذ السابع من أكتوبر 2023، كان سقوط أعداد ضخمة من المدنيين تحت أنقاض المباني لافتا للانتباه، ما يثير التساؤل بشأن سبل حماية المدنيين أو حتى تقليل أعداد الضحايا منهم.

وفي كثير من الدول المعرضة للزلازل تصمم المباني السكنية بطريقة مقاومة للهزات الأرضية، ما يقلل الخسائر البشرية بنسبة كبيرة، فماذا عن أوقات الحروب التي تقع فيها انفجارات ضخمة؟

بحسب محمد نبيل عبد الباقي وهو مهندس واستشاري متخصص في الإنشاءات العسكرية والحربية، فإن الانفجار يكون عبارة عن مجموعات من موجات التضاغط والتخلخل تسلك الطريق الأسهل، بمعنى أن الانفجار لو وجد مقاومة في التربة فإنه يبتعد عنها، ولو وجد طريقا سهلا دون مقاومة، فإنه سينتشر فيه بشكل قطري وليس باتجاه العمق.

أخبار ذات صلة

لحظة بلحظة.. تطورات التصعيد في غزة
منشآت صحية في غزة تضيّق إسرائيل عليها

 ويوضح عبد الباقي لسكاي نيوز عربية أساليب مبسطة يمكن استخدامها لتقليل الخسائر في أرواح المدنيين في أوقات الحروب:

  • أبسط الطرق هي استخدام أكياس الرمل أو إطارات السيارات التي يمكن رصها بطريقة وزوايا معينة، وتوضع على عمق يتراوح بين 2 و3 متر، ويتم عمل أسقف هندسية لها بطرق بسيطة وتكاليف رخيصة.
  • يمكن استخدام حاويات السفن (الكونتينرات) الموجودة بالشاحنات الكبيرة الخاصة بحمل البضائع، بحيث يمكن تجهيزها بنظام صرف صحي وفتحات تهوية ودفنها تحت الأرض مع إخراج أنبوبتين احداهما للتنفس والأخرى للإضاءة، مع استخدام مولد كهربائي للإضاءة في ظل عمليات استهداف محطات الكهرباء.

ونوه عبد الباقي إلى أن الطريقتين السابق ذكرهما من أسهل الطرق التي يمكن انشائها بسرعة وفي وقت قصير، أما في حال توافر الوقت وإمكانات أكبر فإنه يمكن عمل الآتي:

  • عمل ملاجىء تحت الأرض باستخدام الحجارة فقط، حيث يمكن تنسيقها بطريقة تتضمن تماسكها وعمل أنفاق بداخلها، لكن مثل هذه الملاجئ يتم عملها في وقت السلم فقط لأنها تستغرق وقتا أطول.
  • كثير من الدول المعرضة لخطر الزلازل توفر أدلة مصنعة من الفولاذ أو الفايبر يمكنها حماية المدنيين وقت الخطر، حيث توضع بها مياه للشرب، ومعلبات للطعام، وحزام أمان لحماية الشخص من الصدمات حال وقوع الدولاب عند القصف، ويستطيع هذا الدولاب الحفاظ على الحياة بداخله لقرابة أسبوع، ما يعطي فرق الإنقاذ وقتا أكبر للعثور عليه بين الأنقاض.
ارتفاع حصيلة قتلى القصف في غزة إلى أكثر من 11 ألفا

 ويشير المتخصص في الإنشاءات العسكرية إلى أن أبرز المعوقات الفنية لتوفير هذه الوسائل هي:

  • في حال إنشاء ملاجئ يجب الانتباه إلى المساحات التي بها خدمات مثل خطوط المياه والصرف والكهرباء والاتصالات وغيرها، لأنها تعيق وضع الملاجئ أو الخلايا الآمنة.
  • الرطوبة والمياه وأحيانا صعوبة توفير المولدات والوقود الخاص بها، حيث غالبا ما تتعرض المحطات الكهربائية للقصف في أوقات الحروب.
  • الدولاب الفولاذي حتى يحمي أكبر قدر من المدنيين نحتاج لوجود أعداد كبيرة منه، وهو أمر مكلف ويستلزم تعاون منظمات إنسانية أو إغاثية قادرة على توفيره.

وأكد نبيل عبد الباقي أنه في حال إعادة بناء المباني المهدمة في قطاع غزة يمكن عمل ملاجئ لكل بناية، فحتى لو قصفت البناية بالكامل يمكن للمدنيين الاختباء بالملجأ، مع عمل مخرج له من نطاق آخر يتصل بشبكة تحت الأرض.
وشدد على أن الأمر لا يحتاج خبرات كبيرة فالأهم وجود مهندسين لبناء المباني تحت الأرض، حيث يقع الموضوع في تخصص الهندسة الإنشائية.