تتوالى الهجمات بشكل شبه يومي على قواعد التحالف الدولي ضد داعش في العراق وتتركز خاصة في إقليم كردستان العراق، من قبل الفصائل المسلحة التي تستهدف القوات الأميركية.
وقد أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" تبنيها الهجوم بمسيرتين، الأربعاء، على قاعدة حرير بمحافظة أربيل، وذلك بعد أن أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، الثلاثاء، أن قاعدة قوات التحالف الدولي في مطار أربيل الدولي تعرضت لهجوم من 3 طائرات مسيرة.
عشرات الإصابات
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون ) قد كشفت عن إصابة نحو 45 جنديا وموظفا أميركيا جراء سلسلة الهجمات الأخيرة على قواتها في العراق وسوريا.
وأوضحت أن قواتها تعرضت لأكثر من 40 هجوما في العراق وسوريا منذ 14 أكتوبر الماضي، مخلفة إصابات "طفيفة" ويتواجد حوالي 2500 جندي أميركي في العراق وحوالي 900 في سوريا في إطار الحرب على داعش.
برزاني يدخل على الخط
هذا التصعيد دفع رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان برزاني، لمطالبة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بعدم السماح "للقوى الخارجة عن القانون" بخلق مشاكل للعراق والإقليم، معتبرا هجمات الثلاثاء على أربيل "تطورا خطيرا" .
وشدد رئيس الإقليم والقائد العام للقوات المسلحة في إقليم كردستان العراق، على أن "طلب حكومة إقليم كردستان العراق من رئيس الوزراء العراقي كقائد عام للقوات المسلحة، هو أنه يجب عدم السماح للقوى الخارجة عن القانون بافتعال مشاكل للعراق وإقليم كردستان العراق".
مضيفا: "ننتظر رئيس الوزراء العراقي، ونعتقد أن هذا النوع من الأعمال لن يساعد العراق وليس صحيحا، ولا تكمن المصلحة في دخول العراق بهذه المشاكل".
لماذا أربيل؟
ويرى مراقبون أن تصريحات برزاني هذه تعكس تصاعد القلق من مغبة استمرار واتساع نطاق هذه الهجمات، والتي تستهدف بشكل أكبر القوات والقواعد الأميركية في الإقليم وخاصة في محافظة أربيل وأبرزهما قاعدة حرير وقاعدة التحالف في مطار أربيل الدولي.
مشيرين إلى أن تركيز الهجمات على أربيل، يكشف أن هذه الفصائل تستهدف إثارة الفوضى والحساسيات الطائفية والقومية في البلاد، وضرب الاستقرار في كل مناطق العراق.
ويقول مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل حسين، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية:
- هذه دعوة مهمة جدا لحض بغداد للاضطلاع بمسؤولياتها في ضمان الأمن وكبح ومطاردة التنظيمات المسلحة غير الشرعية، والتي تستهدف مؤخرا بصورة متزايدة مطارات وقواعد عسكرية عراقية تضم قوات ومستشارين من قوات التحالف الدولي وخاصة في أربيل التي تلعب دورا مهما في هذا السياق.
- هذه الفصائل التي تنفذ هجماتها تحت عنوان المقاومة الإسلامية بالعراق، لا ترتبط ولا تلتزم بأوامر القيادة العامة للقوات المسلحة، وبالتالي فهي خارج القانون وخارج سلطة الدولة وتهدد الأمن والاستقرار، وتتبنى أهدافا خاصة بها وتتناقض مع المصالح الوطنية العليا للعراق.
- وجود قوات التحالف وقواعده في البلاد هو بصورة شرعية ووفق معاهدات واتفاقات رسمية، وأبرزها اتفاقية الشراكة والتحالف بين بغداد وواشنطن والتي عقدت في 2008 وصادق عليها البرلمان في 2009، وأجريت عليها إضافات نوعية وطعمت بخطط وبرامج واسعة، لتشمل مختلف أشكال التعاون التكنولوجي والتنموي والثقافي، فضلا عن الجوانب الأمنية والعسكرية والسياسية بطبيعة الحال.
- وهكذا فهذه الهجمات إن في أربيل أو في بغداد وغيرها من مناطق، والتي تستهدف قوات التحالف هي انتهاك لسيادة العراق ودستوره، والذي لا يجيز وجود جماعات مسلحة خارج نطاق القوات العراقية النظامية والرسمية، وهي جماعات تنشر الفوضى وتهدد بالحرب الأهلية وتضر بمصالح العراق وعلاقاته ومكانته الدولية.
- ومن هنا تأتي أهمية دعوة برزاني لبغداد لملاحقة الخارجين عن القانون وضبط ظاهرة السلاح المنفلت، وضمان سيادة الدولة وهيبتها في وجه تطاول الميليشيات عليها، وتشديده على أن ما يحصل ليس من مصلحة العراق.