دانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، استهداف الجيش الإسرائيلي لقافلة مركبات الإسعاف خلال نقلها عدداً من المصابين من غزة إلى معبر رفح البري، فضلاً عن قصف مدخل مستشفى الشفاء، ما أسفر عن سقوط 15 قتيلاً، وإصابة أكثر من 60 جريحاً من المدنيين.

وحدد بيان للهلال الأحمر، حصل عليه موقع "سكاي نيوز عربية"، تفاصيل الواقعة في عدد من النقاط:

  • حوالي الساعة 16:05، انطلقت المركبات من أمام مستشفى الشفاء بقرار من منسق وزارة الصحة للتحرك باتجاه جنوب القطاع، بما في ذلك 5 مركبات إسعاف 4 منها تتبع لوزارة الصحة وواحدة تتبع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
  • عند وصول القافلة لمسافة تبعد حوالي 4 كم عن مستشفى الشفاء، وعلى الطريق الساحلي الوحيد الواصل بين محافظة غزة وجنوب القطاع (شارع الرشيد)، فوجئت القافلة بإغلاق الطريق بكميات كبيرة من الحجارة والركام نتيجة قصف في المكان، وعليه عادت مركبات الإسعاف أدراجها باتجاه المستشفى.
  • إلا أنه وخلال عودتها وعلى مسافة لا تبعد كيلو متراً عن مستشفى الشفاء تعرضت مركبة الإسعاف التي تترأس القافلة والتابعة لوزارة الصحة الفلسطينية، إلى استهداف مباشر بصاروخ أدى إلى إصابتها بشكل مباشر، وإصابة طاقمها ومن فيها من جرحى.

أخبار ذات صلة

عشرات القتلى في قصف اسرائيلي على مدخل مستشفى الشفاء
غزة.. توقف مولد الكهرباء الأساسي في مشفى الشفاء لنقص الوقود
  • على الفور استمرت مركبات الإسعاف الأخرى بمواصلة طريقها باتجاه مستشفى الشفاء، وفور وصول مركبة إسعاف الهلال الأحمر لبوابة المستشفى لإنزال مصابة كانت متجهة إلى معبر رفح لتلقي علاجها في مشافي مصر، وعلى مسافة لا تزيد عن مترين فقط من بوابة المستشفى، قصفت إسرائيل بصاروخ واحد مقدمة مركبة الإسعاف مما أسفر عن وقوع 15 شهيداً وإصابة أكثر من 60 جريحا من المدنيين والنازحين المتواجدين على مدخل المستشفى.
  • كما أصيب المسعف شادي الطيف بشظايا بسيطة في القدم وكدمات، وأصيب سائق الإسعاف أحمد المدهون بكدمات في الصدر وسط حالة الهلع الشديد.
  • خرجت مركبة الإسعاف عن الخدمة بشكل كامل نتيجة تعرضها لأضرار بالغة، ليرتفع عدد مركبات الإسعاف التابعة للهلال الاحمر التي خرجت عن الخدمة بفعل الاستهداف الاسرائيلي منذ بداية الحرب إلى 8 مركبات، بالإضافة إلى استشهاد 4 مسعفين يتبعون الهلال الأحمر خلال أدائهم لعملهم الإنساني في قطاع غزة، وإصابة 21 مسعفا ومتطوعا.

"جريمة حرب"

واعتبر الهلال الأحمر أن استهداف الطواقم الطبية بشكل متعمد "يشكل انتهاكا جسيما لاتفاقيات جنيف، وجريمة حرب"، كما أن على الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف الأربعة، التزام ومسؤولية قانونية بضمان حماية الطواقم الطبية والأشخاص المدنيين في جميع الظروف.

ودعا الهلال الأحمر الفلسطيني، المجتمع الدولي للتدخل العاجل للضغط على إسرائيل لضمان حماية المدنين والمقرات والطواقم الطبية العاملة في قطاع غزة.

وفي وقت سابق، أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف سيارة إسعاف عند مدخل مستشفى الشفاء الأكبر في مدينة غزة، قائلا إنها كانت "تستخدم من جانب خلية إرهابية تابعة لحماس".

لا مكان في الشفاء

من جانبه، قال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، محمد أبو سلمية، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن قافلة الإسعاف التي قصفتها الطائرات الإسرائيلية كانت تتحرك إلى جنوب القطاع بالتنسيق مع الصليب الأحمر.

وأضاف أبو سلمية أنه "جرى إبلاغنا من الجانب المصري بإمكانية نقل عدد من المصابين للعلاج في المستشفيات هناك، وكانت سيارات الإسعاف تتحرك لنقلهم قبل استهدافها في القصف".

واعتبر أن "ما حدث ضرب بعرض الحائط للقوانين الدولة وجريمة متكاملة الأوضاع، وإذا سكت العالم فإن إسرائيل ستُقدم على تنفيذ جرائم أخرى".

وأوضح أن مستشفى الشفاء لم يعد به مكانا إضافيا لاستقبال الضحايا، إذ جرى علاج الكثير من المصابين في الطرقات وعلى الأرض بين الأقسام "كما لا يوجد سنتيمتر واحد في المجمع لا يوجد به نازحون".

ولفت أبو سلمية إلى أن بعض الجرحى فقدوا حياتهم خلال الأيام الماضية، لأننا لم نستطع تقديم الخدمة لهم بعد نفاد المستهلكات الطبية وعدد من الأدوية على رأسها أدوية التخدير.