كشف خبراء ومحللون عسكريون، عن الأهداف التي يعتزم الجيش الإسرائيلي تحقيقها في المرحلة الثانية للحرب على قطاع غزة، والتي بدأها قبل ساعات، عندما بدأ هجومًا منقطع النظير، إضافة لتدخل محدود لقواته البرية، مع قطع الاتصالات وخطوط الإنترنت على القطاع بأكلمه.
وفي الوقت الذي توغلت فيه قوافل الدبابات الإسرائيلية وناقلات الجنود المدرعة عبر الأراضي الصحراوية إلى قطاع غزة مساء الجمعة، مدعومة بضربات مكثفة من الجو والبحر هي الأعنف منذ هجوم 7 أكتوبر، كان ذلك بمثابة بداية لمرحلة جديدة في الحرب.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي جمعه مع وزير الدفاع يوآف غالانت، وعضو المجلس الحربي بيني غانتس، إنَّ العملية البرية الجارية في غزة هي المرحلة الثانية من الحرب، والتي "ستكون صعبة ولن نتراجع وسندمر حماس فوق وتحت الأرض".
من جانبه، أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي أن"الأرض اهتزت في غزة الليلة الماضية حيث بدأ الجيش الإسرائيلي مرحلة جديدة من الحرب، في حين ستستمر العملية حتى صدور أوامر جديدة"، في إشارة إلى التوغلات البرية التي قامت بها قواته في قطاع غزة، الجمعة.
عملية برية
أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إن القوات الإسرائيلية تتقدم إلى المرحلة التالية من الحرب، إذ أن "أهداف حرب غزة تتطلب عملية برية".
أضاف "هاليفي" أنه "من المستحيل تدمير العدو (في إشارة إلى حركة حماس) دون دخول أراضيه. والقوات البرية تنفذ عمليات مهمة ومعقدة، وسنفعل كل ما في وسعنا لاستعادة الرهائن".
يهاجم الجيش الإسرائيلي مناطق وسط غزة وحي الزيتون وشرق جباليا وشرق الشجاعية وبيت لاهيا شمال قطاع غزة ودير البلح جنوب القطاع.
عبر مسؤولون أميركيون علنا عن قلقهم من أن الحرب بين إسرائيل وحماس ستؤجج حربا إقليمية، حيث حذروا إيران بضرورة "توخي الحذر"، مع نشر قوات إضافية ومجموعات حاملة طائرات وأنظمة دفاع جوي في المنطقة.
ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين في غزة إلى ما يزيد عن 7700 قتيل في الأسابيع الثلاثة منذ بدء الحرب، غالبيتهم من الأطفال والنساء وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
قال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة للصحفيين، إن انقطاع الاتصالات "أصاب الشبكة الصحية بالشلل التام"، حيث لم يكن لدى السكان أي وسيلة للاتصال بسيارات الإسعاف، وكانت فرق الطوارئ تبحث خلف أصوات وابل المدفعية والغارات الجوية للبحث عن الجرحى.
"سحابة الاستطلاع"
من جانبه، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط مايك ملروي، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن ما نراه الآن في غزة يُطلق عليه "سحابة الاستطلاع"، وهو أسلوب من أساليب الاستطلاع الذي يحدد نقاط ضعف العدو قبل تحديد الهدف.
وأوضح "ملروي" الذي سبق أن عمل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، أنه يتم تطبيق هذا التكتيك على تشكيلات الوحدات الكبيرة التي تحدد فيها العناصر الصغيرة ضعف العدو وتستغله بسرعة، وبمجرد اكتشاف الضعف والثغرات, ثم يستقدمون المعدات الثقيلة المخصصة للهجوم.
وأشار إلى أنه "غالبا ما يحدث هذا الجهد بمرور الوقت، لأنهم يريدون تجنب ترك القوات في المجهول، ومع مرور الأيام، يمكننا أن نرى القوة البرية بأكملها في غزة تشارك بشكل كامل في محاربة حماس من خلال هذا الجهد".
لكن ذلك لن يكون يسيرًا على الجيش الإسرائيلي، إذ "ستكون الأنفاق مشكلة عسكرية معقدة أمام القوات"، وفق نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق.
وأضاف: "من المرجح أن يكون لدى حماس العديد من الأنفاق المفخخة بالمتفجرات، وسيكون استخدام الروبوتات عن بعد أمرا بالغ الأهمية لتحديد حالة النفق قبل إرسال الجنود".
ومع احتمال وجود رهائن في هذه الأنفاق، سيتعين على قوات الجيش الإسرائيلي البحث المكثف كل ميل "بينما تقاتل العدو وتحاول استعادة هؤلاء الرهائن"، بحسب "ملروي".
وتابع: "يمكن التعامل مع هذه الأنفاق من خلال خبرات المهندسين المقاتلين الذين يغلقونها ويستخدمون المتفجرات في استهدافها".
موقف معقد
على الجانب الآخر، وصف المحلل السياسي والمستشار الاستراتيجي الإيطالي، دانييلي روفينيتي، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، الموقف الراهن في صراع إسرائيل وحماس بأنها "حالة معقدة للغاية".
وقال: "لا شك أن هناك حاجة إلى حماية المدنيين، وهناك حاجة إلى تجنب التسبب في أزمة إنسانية، وهناك حاجة إلى منع تفاقم الصراع على الصعيد الإقليمي".
وعن إمكانية تطبيق وقف إطلاق النار في الوقت الراهن بناءً على الدعوة الدولية لـ"هدنة" إنسانية، شدد "روفينيتي" على أن وقف إطلاق النار قد يخدم أغراضا إنسانية، لكنه لا يمكن أن يسمح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها.