تزداد التحذيرات حول العالم من أن تصاعد التوتر الإقليمي على وقع حرب غزة وامتداد شظاياها نحو لبنان وسوريا خاصة، يسهم في إنعاش خطاب وحراك الجماعات المتطرفة والإرهابية في المنطقة من جديد وفي مقدمتها تنظيم داعش.

ويرى خبراء ومراقبون أن أحداث غزة المتواصلة على مدى نحو 3 أسابيع، والانهماك والانخراط الدولي والإقليمي فيها، قد ينعكس تشتيتا للجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، ويقدم فرصة أمام داعش وأخواته لإعادة تنظيم صفوفه، واستغلال ما يحصل لتسعير خطاب الكراهية والعنف في المنطقة وحول العالم.

وحول هذه النقطة، يقول الزميل بمعهد ستيمسون الأميركي للأبحاث عامر السبايلة، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية " إن "توقيت هذه الحرب واستعارها منذ أسابيع بلا بوادر لنهاية قريبة لها، يقدم فرصة ذهبية لداعش للعودة مجددا، وتوظيف ما يحصل لتخفيف الضغوط عليه واستغلال الثغرات عبر التمدد وزيادة عملياته".

وأضاف السبايلة: "سيعمل داعش سيعمل على إحياء نمط (الذئاب المنفردة)، استغلالا لما تشهده معظم المجتمعات من غضب جراء ما يحصل في حرب غزة، وهو ما يهيأ المناخ لفكرة الصراع مع الغرب، والترويج لاستهداف البلدان الغربية المؤيدة لإسرائيل عبر عمليات انتحارية مثلا".

أخبار ذات صلة

فيديو: إسرائيل تسقط صاروخا فوق طبريا أطلق من لبنان
فشل مشروعي قرارين بمجلس الأمن بشأن التصعيد في غزة

وبدوه قال الأكاديمي وأستاذ العلاقات الدولية غازي فيصل حسين في حديث تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الحرب على داعش "يجب أن تتواصل بغض النظر عن تداخلها مع ملفات وأزمات أخرى، كونه يمتلك تنظيما يتوزع في إفريقيا والشرق الأوسط والعديد من المناطق الأخرى حول العالم".

وأوضح أن المواجهة مع هذا التنظيم الخطير "هي مواجهة عالمية بلا هوادة، وهو ما يفسر المخاوف المتصاعدة من استفادة الدواعش مما يحصل حاليا في المنطقة من نذر صراع واسع، لتمرير أجنداتهم ومشاريعهم الظلامية القائمة على تعميم مناخات الحرب والبغض وتأليب الأديان والثقافات والشعوب على بعضها البعض".

ورغم تعرض التنظيم الإرهابي لضربات قوية وخاصة في العراق وسوريا خلال السنوات الماضية، وتحرير المناطق الواسعة التي كان يسيطر عليها، لكن بقايا داعش وخلاياه النائمة لا زالت تنتشر في البلدين، وفي العديد من بلدان العالم، وتنفذ بين الفينة والأخرى عمليات إرهابية.