بجانب المساعدات الطبية والغذائية، يُناشد الأطباء في قطاع غزة العالم بإمداده بما يلزم من الوقود، حيث إن خروج المستشفيات عن الخدمة سيؤدّي إلى وفاة المئات من الجرحى والمرضى.
بتعبير الطبيب صهيب الهمص، مدير مستشفى الكويتي بقطاع غزة، خلال حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن المستشفيات في غزة "باتت تواجه خطر التحوّل لمشارح للموتى دون كهرباء لعدم توفّر الوقود؛ فعدد الشاحنات وحجم المساعدات التي دخلت إلى غزة لا يكفيان متطلبات المصابين".
ناشد الهمص دول العالم من أجل إدخال الوقود إلى مستشفيات غزة؛ لأنّه "قاب قوسين أو أدنى من النفاد"، لافتا إلى أن ذلك يُنذر بحدوث هذه الأمور:
- توقُّف العمل في المستشفيات والمراكز الصحية خلال أيام.
- توقُّف بعض المستشفيات، وعلى رأسها مستشفى الكويتي، عن إجراء العمليات الجراحية توفيرا للوقود.
- وقف استخدام غرف العناية المركّزة توفيرا للوقود.
بجانب مشكلة الوقود، تحدَّث الطبيب الفلسطيني عن أن القطاع يعاني الآن:
- شُح الموارد الأساسية ونقص المستلزمات الطبية.
- الجرحى لا يجدون العلاج الكافي.
- شُح في مياه الشرب والنظافة الشخصية في غزة وتخوّفات من تفشِّي التلوث البيئي.
- تعرُّض الأطفال حديثي الولادة في الحضّانات والمرضى المسنّين المحتاجين إلى أجهزة الأكسجين للخطر.
العلامة الحمراء
من جانبه، يقول مدير مستشفى العودة في غزة أحمد مهنا إن الجرحى لا يتوقفون عن التوافد إلى المستشفى الذي "بات متهالكا"، والمصابين يفترشون الطرقات، بينما المستشفى يوشك أن يتعطّل بالكامل مع رفع العلامة الحمراء التي تعني أن الوقود على وشك النفاد.
في ظل هذه الظروف، فإن الأطباء يضطرون لإجراء العمليات الجراحية حسب الأولوية القصوى لمَن يمكن أن يعيش، حسب مهنا.
غير أنه أشار إلى بادرة أمل، وهي وصول 1500 لتر من الوقود إلى مستشفى العودة، صباح الثلاثاء، تكفي لنحو 4 أيام أخرى.
وسبق أن تحدّثت منظّمة الصحة العالمية عن أن ثلثي المستشفيات في القطاع خرج عن الخدمة، خاصة مع نقص الوقود.
بطء دخول المساعدات
حتى يوم الأربعاء، وصل إلى داخل غزة 62 شاحنة مساعدات مما تم تجميعها في الجانب المصري بعد عبورها معبر رفح الفاصل بين مصر وفلسطين.
وأرجع مدير الطوارئ في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إدوارد شاكر، الموجود في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء التي يوجد بها معبر رفح، لموقع "سكاي نيوز عربية" سبب بطء وتيرة دخول الشاحنات، إلى إجراءات السلطات الإسرائيلية للتحقّق من حمولتها.
وتتجه الشاحنات من معبر رفح إلى معبر العوجة حيث تخضع لتفتيش إسرائيلي هناك، قبل عودتها إلى معبر رفح مجددا ومنه إلى داخل غزة.
وتابع شاكر: "تتأكّد السلطات الإسرائيلية من نوعية المواد الإغاثية ووجهة الشاحنات".
يذكَر أن وزارة الصحة الفلسطينية كانت قد صرَّحت بأن عدد الفلسطينيين الذين لقوا حتفهم في قطاع غزة منذ بداية القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر الجاري، بلغ 6546 شخصا، بما في ذلك 2704 أطفال، و1584 سيدة، و364 مسنا، وقد أُصيب 17439 مواطنا بجروح مختلفة.
استهدف الجيش الإسرائيلي المؤسسات الصحية، وهدّد بقصف جميع المستشفيات إذا لم يتم إخلاؤها، وتم إخلاء 12 مستشفى و32 مركزا للرعاية الأولية عن الخدمة نتيجة الاستهداف أو عدم توفير الوقود.
أشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن القطاع الصحي يعاني نقصا حادا في الكوادر البشرية، حيث استهدف الجيش الإسرائيلي جزءا كبيرا منهم وتم تشريدهم، مما أدى إلى عدم قدرة الكوادر البشرية على الوصول إلى المرافق الصحية.