منذ الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الثانية على بدء الأحداث في قطاع غزة، خرج الأردنيون بالآلاف من منازلهم متوجهين لساحات الوقفات الاحتجاجية في كافة أرجاء المملكة من شمالها إلى جنوبها.
وشهدت العاصمة الأردنية وقفات متفرقة بدءًا من وسط العاصمة "البلد القديمة"، مرورا بساحة مسجد الجامعة الأردنية وصولا إلى محيط السفارتين الأميركية والإسرائيلية، انتهاء باشارة "العدسية" المؤدية إلى البحر الميت والأغوار الحدودية مع اسرائيل، وسط تواجد أمني كثيف.
ولم تشهد أي من هذه الوقفات اشتباكات أو مشاحنات بين المتظاهرين والأجهزة الأمنية، وسط تعاون كبير بينهما، رغم اختلاف الأطياف والجهات الداعية لهذه الوقفات.
إغلاق الطرق
وكانت الأجهزة الأمنية قد أغلقت بعض الطرق المؤدية إلى المناطق الحدودية "الأغوار" منذ فجر الجمعة لمنع المتظاهرين من الوصول إليها، وذلك تنفيذا لاخطارها المسبق بأنها ستمنع أي تجمعات في هذه المناطق.
وهتف المتظاهرون بهتافات تطالب الحكومة الأردنية بطرد السفير الاسرائيلي من عمّان وقطع العلاقات الدبلوماسية، كما طالبوا بفتح الطرق المؤدية إلى الحدود للزحف اليها.
وتخلل هذه الوقفات لفتات انسانية بين المواطنين، حيث أخذ البعض على عاتقهم رش المياه على المتظاهرين لغايات تخفيف وطئت الشمس ودرجات الحرارة المرتفعة، في حين قرر البعض الآخر توزيع المياه على أفراد الأجهزة الامنية والمواطنين.
إغلاق المحلات
كما يشهد الأردن إغلاقا لعدد كبير من المحال التجارية، وذلك حدادا على أرواح الضحايا من الفلسطنيين والمدنيين.
وتشهد المملكة غضبا شعبيا واسعا تجاه تفاقم الأحداث والاعتداءات على المدنيين من سكان قطاع غزة، وتفاقم الأزمة الانسانية والصحية جراء نقص المواد الأساسية في مستشفيات القطاع، فضلا عن قطع المياه والكهرباء واستهداف الكوادر الطبية.
يشار إلى أن وزارة الداخلية الأردنية قد أعلنت في وقت سابق أنها تكفل حرية التعبير والرأي وحماية الحقوق المدنية في التظاهر، مشيرة إلى أنها ستمنع أي تجمعات بالقرب من مناطق الأغوار الحدودية أو أي من المواقع والأماكن التي قد تعطل مناحي الحياة أو تسبب الخطورة على المواطنين.