تأكيدا على أن "سيناء خط أحمر"، خرج عشرات الآلاف من المصريين في الميادين، بعد صلاة الجمعة؛ لإيصال صوتهم في رفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، ورفض استمرار الاعتداءات الإسرائيلية الجارية على سكان القطاع.

وتأتي هذه المظاهرات، التي كان عنوانها الأبرز "سيناء خط أحمر"، و"لا لتهجير الفلسطينيين"، بعد تأكيد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، رفضه لمحاولات إسرائيلية لنقل سكان قطاع غزة إلى سيناء، مقترحا أن يتم نقلهم إلى صحراء النقب إن لزم الأمر.

احتشاد في الميادين

مظاهرات الجمعة، هي الأقوى في مصر منذ سنوات؛ حيث احتشد المواطنون من كل الأعمار، في محافظات مصر من أقصى الشمال في الإسكندرية، حتى أقصى الجنوب في أسوان.

ومن ذلك ميدان شارع النصر بمدينة نصر في محافظة القاهرة ، وميدان الحصري في الجيزة، وميدان المؤسسة في القليوبية، وميدان 3 يوليو في محافظة الإسماعيلية، وميدان الساعة في محافظة قنا، وميدان الساعة في محافظة دمياط، وميدان السواقي في محافظة الفيوم، وميدان الساحة في الخارجة بمدينة الوادي الجديد.

أخبار ذات صلة

العلاقات بين مصر وإسرائيل.. ماذا لو طال صراع غزة؟
ما حقيقة حذف شبه جزيرة سيناء من خرائط غوغل؟

 

وشهدت المحافظات السياحية أيضا احتشادًا للمتظاهرين، كما حدث في الأقصر بميدان أبو الحجاج الأقصري، وميدان المحطة في محافظة أسوان ، وميدان الدهار بمحافظة البحر الأحمر.

شارك في التعبير عن رأيهم إزاء الأحداث الجارية، ليس فقط الشباب والكبار، ولكن أيضا الأطفال، وحمل المتظاهرون العلم المصري، وبعضهم حمل كذلك العلم الفلسطيني والكوفية الفلسطينية، وبرز وجود رجال الأزهر والكنيسة، وذلك وسط إجراءات مشددة من أجهزة الأمن لتأمين المتظاهرين.

لافتات الاحتجاج

منذ بدء إسرائيل في هجماتها على قطاع غزة، بعد الهجوم الذي شنته ضدها الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر الجاري، ونداءات تخرج من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى سكان غزة بترك منازلهم والتوجه نحو الجنوب، أي باتجاه الحدود المصرية.

وأثار هذا ريبة مصرية من نوايا إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، وهو ما أكده القيادي في حزب "إسرائيل بيتنا"، داني أيالون، وهو حزب مشارك في حكومة الحرب التي شكلها رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، بالتعاون مع وزير الدفاع السابق بيني غانتس، حين دعا صراحة الفلسطينيين للتوجه إلى سيناء المصرية المجاورة.

محافظ شمال سيناء: العريش جاهزة لاستقبال الجرحى الفلسطينيين

 في مؤتمر صحفي عقده مع المستشار الألماني، أولاف شولتس، في القاهرة، الأربعاء، قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن ما يحدث في قطاع غزة من هجمات هو "محاولة لدفع السكان والمدنيين إلى النزوح نحو سيناء"، مؤكدا رفض المصريين لهذا الأمر، واقترح أنه "إذا كان من الضروري نقل مواطني القطاع خارجه حتى انتهاء العمليات العسكرية، فيمكن لإسرائيل نقلهم إلى صحراء النقب".

كما أكد أنه إن دعا المصريين للنزول إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، فسيخرجون للميادين والتعبير عن رفضهم.

وخلال المظاهرات رفع المحتجون لافتات تختصر آرائهم، منها "سيناء خطر أحمر"، "سيناء ليست وطنا بديلا"، "الشعب المصري يدعمالقضية الفلسطينية"، "لا لتصفية القضية الفلسطينية"، "لا لتهجير الشعب الفلسطيني"، "احنا معاك ياريس"، "نتنياهو مجرم حرب"، و"فلسطين عربية".

كما ردد المتظاهرون هتافات بهذه المعاني، وللتضامن مع السكان العُزل الذين يعانون القصف والحصار الإسرائيلي.

صلاة الغائب

وفي بيان رسمي أعلنت وزارة الأوقاف أداء صلاة الغائب في أكثر من 120 مسجدًا من المساجد الكبرى التابعة للوزارة في أرجاء المحافظات بعد إنتهاء صلاة الجمعة.

وجاء في البيان" أن ذلك يأتي مواساة لأسر الشهداء في دولة فلسطين الشقيقة، وتعبيرًا عن ألمنا لمصابهم"، كما أشارت الوزارة في البيان إلى تخصيص خطبة الجمعة عن الدفاع عن الأوطان والأرض والعرض في جميع مساجد الجمهورية.

مصر تحذر من مخطط إسرائيلي لتوطين سكان قطاع غزة في سيناء

 كانت مصر قد أعلنت الحداد العام، حزنا على ضحايا الغارة التي استهدفت المستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، الثلاثاء، وقتلت وأصابت ما بين 450- 500 قتل وجريح، من المصابين الذين كانوا يتلقون العلاج، أو من ذهب للمستشفى كمأوى من الغارات الإسرائيلية.