مع دخول الهجمات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل أسبوعها الثاني، تتوالى التحذيرات من توسيع دائرة الحرب إلى الدول المجاورة، بعد أن طالت الهجمات مناطق في سوريا ولبنان، بينما يقول خبراء إن الأمر يتوقّف على حدوث "اجتياح بري" لغزة.
الأحد، صرّح وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، للصحفيين، بأنه إن لم توقف إسرائيل هجماتها فإن "أيدي جميع الأطراف في المنطقة ستكون على الزناد، والوضع في المنطقة مثل البارود، حيث هناك احتمالية حدوث انفجار هائل كل ساعة"، حسب ما نشرته وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية.
يوم السبت، حذّر وزير الخارجية، خلال زيارته لبيروت، من أن الحرب قد تتوسع إلى أماكن أخرى من الشرق الأوسط، إذا انضم حزب الله إلى المعركة.
في المقابل، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حذر الأحد، نظيره الإيراني، إبراهيم رئيسي، في اتصال هاتفي من "أي تصعيد أو توسيع للنزاع" بين إسرائيل وحماس "خاصة في لبنان".
قصف خارج الحدود
شنّت إسرائيل وحزب الله وحركة حماس هجمات عابرة لحدود فلسطين وإسرائيل، منها:
- أعلن حزب الله استهداف ثكنة للجيش الإسرائيلي في مستوطنة حانيتا بالصواريخ الموجهة، وتبادل القصف المدفعي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
- ذكرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، الأحد، في بيان، أن مقرها العام في الناقورة أصيب بصاروخ، تعمل على التحقق من مصدره.
- أعلن فرع كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، في لبنان، الأحد، في بيان، مسؤوليته عن قصف مستوطنتي شلومو ونهاريا في شمال إسرائيل بنحو 20 صاروخا.
- قصف الجيش الإسرائيلي مطاري حلب ودمشق الدوليين الخميس، كما استهدف مطار حلب مجددا، السبت، ردا على صاروخ انطلق من الأراضي السورية باتجاه أهداف إسرائيلية.
الهجوم البري هو المفتاح
الخبير العسكري، مالك الكردي، يعلّق بأن قصف المطارات بحد ذاته لا يدفع إلى رفع وتيرة التصعيد العسكري، لكن يتوقف الأمر على احتمال الهجوم البري الإسرائيلي على غزة.
ويوضح لموقع "سكاي نيوز عربية" حدود التصعيد المتوقعة الأيام المقبلة:
- في حال تمكنت القوات الجوية الإسرائيلية من التأثير الكبير على الدفاعات الفلسطينية في غزة لن تتدخل إيران أو الجماعات المرتبطة بها؛ لأنه في هذه الحالة ستكون النتيجة محسومة لصالح الإسرائيليين، لكن من المتوقع ألا تستطيع هذه القوات تحقيق تأثير كبير على الدفاعات.
- بالتالي، فإن أي هجوم بري سيكون مكلفا لإسرائيل؛ لأنه حينها سيكون للتحرك على الحدود مع لبنان ومع سوريا دوره في إرباك القوات الإسرائيلية.
- هناك محاولات لمنع توسيع التصادم، وبعض القوى الداعمة لإسرائيل تحاول أن تبرئ إيران مؤقتا لهذا السبب.
- لكن تحركات مثل تحركات حزب الله في لبنان، الذي يطلق صواريخ من لبنان أو من سوريا على أهداف إسرائيلية، تعزز احتمالية فتح هذه الجبهات حال تحركت إسرائيل بهجوم بري على غزة.
- سارعت إسرائيل لقصف مطاري حلب ودمشق في رسالة واضحة لإيران بأنها جاهزة للمواجهة؛ كي تمنعها من عمل جسر جوي للطائرات الإيرانية ومن دول أخرى لدعم حماس.
استهداف فائض القوة
يُرجع المحلل السياسي السوري، مصطفى النعيمي، الغارات الإسرائيلية على مطاري دمشق وحلب الدوليين، إلى أنها تأتي في سياق استهداف "فائض القوة" لسوريا وإيران، ضمن سياسة إسرائيل المتمثلة في "جز العشب" في سوريا (في إشارة إلى الفصائل التابعة لإيران هناك).
مرحلة "جز العشب" لم تنتقل إلى مرحلة "اقتلاع العشب"، وفق قول النعيمي لـ"سكاي نيوز عربية"، إلا لخطوط التماس الجنوبية مع سوريا، وتسعى إسرائيل إلى توسيع ذلك على كامل سوريا.
إلا أنه يلفت إلى أن هذا الأمر "يتطلب فتح خطوط إمداد السلاح من الولايات المتحدة لإسرائيل".
ويختتم المحلل بقوله: "أعتقد أن كل المؤشرات ما زالت ضمن نطاق الردود والردود المتبادلة وفق قواعد الاشتباك، والطرفان، حزب الله وإسرائيل، ليست لديهما رغبة كافية لهذا الاشتباك، وحزب الله بالتحديد حقق ما يريد؛ وليست له مصلحة في دخول معركة تحدّ من نفوذه في لبنان أو إخراجه من الساحة لو استمر في تلك الانتهاكات خارج قواعد الاشتباك".