تعتزم بكين القيام بوساطة لتهدئة الصراع المشتعل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وترتيب عقد مؤتمر دولي يعيد مفاوضات السلام، وسط آمال معلّقة على قبول وساطتها نتيجة "توازن موقفها" من طرفي الأزمة، كما تقول.

وضمن جهود الوساطة، صرَّح وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، بأن بلاده ستُرسل مبعوثها الخاص "قريبا" إلى الدول المعنية في الشرق الأوسط لوقف العنف ونزع فتيل الصراع الجاري في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل.

السبت، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن مبعوث الصين الخاص إلى الشرق الأوسط، تشاي جون، اجتمع يوم الجمعة مع ممثلين لجامعة الدول العربية في بكين في جلسة طارئة بشأن الأزمة في قطاع غزة، وفق ما نشرته صحيفة "ساوث تشينا مورنينغ بوست" الصينية.

الأمم المتحدة تحذر من عواقب ترحيل سكان شمالي قطاع غزة

تفصيلا، جاء في تصريحات وزير الخارجية الصيني، الذي أدلى بها خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماعه مع مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في بكين، جوزيب بوريل، ونقلتها ذات الصحيفة، السبت، بشأن أحداث خطوات بكين في الوساطة:

  •  ندعو إلى إعمال الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
  •  الصين طرف فعال في إطار جهود الوساطة، وتحدّث مبعوثها إلى الشرق الأوسط أيضا مع قادة طرفي الصراع.
  •  القضية الفلسطينية هي جوهر شؤون الشرق الأوسط.
  • الأساس فيما يجري هو أنه لم يتم تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
  •  الصين تدعو إلى عقد مؤتمر سلام دولي أكثر ثقة وتأثيرا لصياغة توافق أوسع على أساس حل الدولتين، فضلا عن صياغة جدول زمني وخريطة طريق لذلك.
  • مفاوضات السلام هي المفتاح لإنهاء الصراع.

في تصريحات أخرى نقلتها "ساوث تشينا مورنينغ بوست" للمبعوث الصيني الخاص لشؤون الشرق الأوسط، تشاي جون، قال إن بلاده "تدين السلوك الذي يلحق الضرر بالمدنيين الأبرياء"، وتدعو إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن.

بتعبير تشاي جون، فإن بكين "ليست لديها مصالح ذاتية في القضية الفلسطينية الإسرائيلية، لكنها تدافع فقط عن السلام والإنصاف والعدالة، وتأمل بإخلاص في التعايش السلمي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومستعدة للعمل مع المجتمع الدولي لتعزيز السلام".

أخبار ذات صلة

انقسام في مجلس الأمن بشأن هجوم حماس
روسيا تقترح على مجلس الأمن قرارا حول غزة
بعد تصاعد الصراع.. هل تغير أميركا سياساتها بالشرق الأوسط؟
موظف بالسفارة الإسرائيلية لدى بكين يتعرض للطعن

 غضب إسرائيلي من الصين

رغم حرص الصين الطويل على عدم انتقاد أي طرف صراحة في هذا الصراع فإن تصريحات المسؤولين الصينيين أثارت اعتراضا إسرائيليا.

في بيان، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الجمعة، إنها أبدت في اتصال هاتفي مع المبعوث الصيني إلى الشرق الأوسط "خيبة أملها الكبيرة"، إزاء عدم إدانة الصين وبشكل واضح لما وصفته بـ"المجزرة الرهيبة التي ارتكبتها حماس"، في إشارة لهجمات عملية "طوفان الأقصى".

قتلى صينيون

قُتِل 3 صينيين ضمن نحو 1400 قتيلٍ في إسرائيل نتيجة الهجمات الفلسطينية.

وبحسب المتحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، فإنه يوجد أيضا عدة جرحى واثنان في عداد المفقودين، داعيا الأطراف المعنية لبذل كل ما هو مطلب للعثور على المفقودين، وضمان سلام المواطنين الصينيين والمؤسسات الصينية.

توقّعات الوساطة

يصف الخبير في الشؤون الصينية، مازن حسن، دور الصين، بأنه "مهم للغاية لحل الصراع المشتعل"؛ وذلك لأنه رغم وقوع ضحايا من رعاياها خلاله فإنها "لم تهاجم أي طرف، وتلعب دورا متوازنا للغاية".

وعما يتوقعه حسن من نتائج الوساطة الصينية، يقول لموقع "سكاي نيوز عربية":

  •  هناك تأكيدات بأن الصين تواصلت بالفعل مع قادة حركة حماس؛ لأنها جزء مهم من الصراع، وقد يكون هذا سببا في عملية الإفراج عن الأسرى أو تبادل الأسرى.
  •  الصين ترى أن قيام دولة فلسطينية مستقلّة في إطار حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإسرائيل لتحصل على أمن وسلام.
  •  أتوقع زيارات مسؤولين صينيين في أقرب وقت للقاء قادة فلسطين وإسرائيل.
  •  الصين وروسيا هما فقط من بين الدول الكبرى، اللتين أبديتا موقفا متوازنا تجاه طرفي الصراع، لكنهما كذلك حمّلتا إسرائيل مسؤولية تفاقم الوضع نتيجة تجميدها للقضية الفلسطينية.
  •  إذا الصين يمكنها لعب دور مهم؛ لأن روسيا معزولة نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
  • ومنذ نجاح الصين في إعادة العلاقات بين السعودية وإيران، مارس الماضي، ومساعيها لوقف الحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا، يُطرح اسم بكين في الوسطاء الثقة المحتملين في عددٍ من ملفات الصراع الإقليمية والدولية.