أثار احتراق الدبابة الإسرائيلية ميركافا، الملقبة بـ"المركبة الحربية"، من قبل مقاتلي حركة حماس، خلال عملية " طوفان الأقصى"، تساؤلات عن مدى قوة الدبابة التي تعتبرها إسرائيل الأقوى في العالم وفخر صناعاتها الحربية.
ومنذ يوم السبت الماضي، وفي أعقاب تنفيذ حماس عمليتها العسكرية التي طالت 11 معسكرا إسرائيليا و20 مستوطنة في غلاف غزة، انتشرت مقاطع فيديو، تظهر تلك الدبابة التي يبلغ سعرها حوالي 7 ملايين دولار وتعد الأكثر تحصينا في العالم والأقوى في أرض المعارك، وفق تقارير عسكرية، تشتعل بها النيران بعد إلقاء ذخائر قديمة من طائرة عمودية بجوارها، كما اندفعت النيران من باب في مؤخرة الدبابة إلى مسافة ما لا يقل عن 10 أمتار، ولم ينج إلا فرد واحد من طاقمها.
وما يسلط الضوء على تلك الدبابة أيضا، فوفق تقديرات خبراء لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن تلك الدبابة، ومع ما يتم تداوله حول إعداد الجيش الإسرائيلي لعملية اجتياح بري لقطاع غزة، ستكون بجميع نسخها خصوصا النسخة الأحدث الملقبة بـ"باراك" والتي دخلت الخدمة عام 2023، في مقدمة العتاد العسكري الإسرائيلي المشارك في هذا الاجتياح.
ما نقاط القوة في ميركافا؟
جاءت ميركافا التي بدأت إسرائيل صناعتها في 1983، في 4 نسخ متتالية: "ميركافا 1" ، و"ميركافا "2 و"ميركافا 3" و"ميركافا 4"، كما بدأت تطويرها في أوائل التسعينيات، وأنتج الطراز الرابع منها في 2002، وسُلّم أول إنتاج فعلي منها للجيش الإسرائيلي في 2004، وتم استخدامها في الانتفاضة الثانية وحرب لبنان 2006 وحرب غزة 2008-2009.
وتقول مجلة "ناشيونال إنترست" العسكرية، إن الدبابة الإسرائيلية تعد دبابة القتال الرئيسية للجيش الإسرائيلي، حيث سعت تل أبيب خلال السنوات الماضية لتصبح ميركافا واحدة من أفضل دبابات القتال الرئيسية في العالم.
ووفق تقارير عسكرية فإن إسرائيل ترى سلاح الدبابات من أهم الأسلحة الحربية في المواجهات البرية، وبسبب ذلك حرصت على تصميم أحدث النماذج ووضعته في "ميركافا 4 " أو "دبابة باراك " وأطلقت عليها لقب "دبابة القرن 21"، وقدرت تكلفتها حوالي 6 ملايين دولار أميركي لكل دبابة، وضمن نقاط القوة التي تتميز بها النسخ المعززة من تلك الدبابة، ما يلي:
- منظومات دفاعية ومنظومات لاكتشاف التهديدات بجانب نظام "أوفيك" المتطور للاتصالات الذي يجعل الطاقم مستفيدا من مختلف منظومات الرصد الأخرى من الجو والبحر.
- منظومة كشف الأشعة السينية لاكتشاف أفراد المشاة داخل المنشآت.
- تتميز بأنها أول دبابة في العالم تحتوي على نظام متقدم من الذكاء الاصطناعي يدير مهام الخزان، مما يقلل عبء العمل على الطاقم ويساعد في تحديد الأهداف بدقة كبيرة، ودُمج نظام الذكاء الاصطناعي بنظام إدارة ساحة المعركة.
- الوزن: يصل وزن "ميركافا 4" حوالي 62 طنا.
- القوة: 1500 حصان.
- ناقل الحركة : آلي 5 سرعات من الجيل الثاني المتقدم جدا.
- تمتلك مدفعاً رئيسياً عيار 105 ملم مزود بـ 62 قذيفة وهو ما يعني قدرة الدبابة على مواصلة القتال لفترات طويلة حتى عندما تكون موجودة في ساحة قتال تعاني نقص إمدادات الذخيرة.
- يتم ربط المدفع الرئيسي بمدفع رشاش دوار عيار 7.62 ملم، إضافة إلى مدفع إضافي من ذات العيار أو عيار 12.7 ملم، وهو ما يمكنها من الاشتباك مع نطاق واسع من الأهداف بداية من الدبابات حتى المدرعات والعربات خفيفة التدريع.
- بها نظام حماية يعرف بـ"تروفي أكتف بروتيكشن" يساهم في منح الدبابة القدرة على مواجهة وتدمير القذائف المضادة للدبابات التي تستهدفها، وهو نظام حماية تم تصميمه في إسرائيل.
- تتضمن نظاما متقدما للتحكم في الحرائق، يتكون من محدد المدى بالليزر والتصوير الحراري، إضافة لنظام استهداف محوسب، مما يسمح للطاقم بالاشتباك مع الهدف بدقة وسرعة، حتى في ظروف الإضاءة المنخفضة أو المحجوبة، بالإضافة إلى 4 أجهزة استشعار محدثة تمنح الدبابة القدرة على رؤية الواقع الافتراضي مع إمكانية تركيب بكرات الألغام في مقدمة هيكلها.
ما نقاط ضعف الدبابة الإسرائيلية؟
تقول مجلة "روسيسكايا غازيتا" الروسية، إن خبراء إسرائيليين تحدثوا في السابق حول إجراءات خاصة اتخذت لحماية مخزون الذخائر في الدبابة، بما في ذلك استخدام نظام إطفاء الحريق وإخماد الانفجارات. بينما تبيّن في الواقع أن ما يتم تشغيله بنجاح في ميادين التجربة لا يعمل في القتال الحقيقي، كما أن هناك شكوكا في فاعلية منظومة الحماية النشيطة في "ميركافا"، وضمن عيوب تلك الدبابة وفق تقارير عسكرية، هو نظام "تروفي أكتف بروتيكشن"، وذلك لما يلي:
- يمكن اصطيادها من مسافة أقل من 50 مترا خاصة بقذائف" آر. بي. جي" حيث هذه المسافة هي خارج قدرة هذا النظام كما وجوده يضمن وصول القذيفة أسرع من رد فعل تلك الدبابة.
- لا تستطيع التعامل مع قاذف" Spg-9" لأنها ذخائر تطلق أسرع من 340 مترا في الثانية، في حين أن السرعة القصوى للأهداف التي يتعامل معها نظام "تروفي" في تلك الدبابة حوالي 340 متراً في الثانية.
- استغلال وجود جنود من المؤقتين قرب النظام لإطلاق قذيفة على الهدف لتفعيله لأن "التروفي" يطلق قذيفة متشظية باتجاه القذيفة المضادة للدروع المتوجهة للدبابة وحال وجود قوات صديقة قرب الدبابة سيكون ذلك كما انفجار قنبلة متشظية على الجنود الإسرائيليين.
- لا تغطي ردارات هذا النظام المناطق السكنية بكفاءة.
هل تشارك في الاجتياح البري في غزة؟
ويقول الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور، لموقع " سكاي نيوز عربية"، إن دبابة ميركافا، بدأت بمحرك أميركي، ورغم إدخال إسرائيل تطويرات عليها، إلا أنها وزنها الكبير الذي يصل إلى 65 طنا، يبطئ من حركتها في أرض المعارك.
مشاهد احتراقها خلال عملية "طوفان الأقصى" بقذيفة بدائية دليلا على ضعف قدرتها وتدريعها.
سبق ذلك عمليات تدمير لميركافا قامت بها المقاومة الفلسطينية، في منتصف فبراير 2002 وفي سبتمبر من ذات العام وفي العدوان على قطاع غزة 2008، وفي مارس 2020.
- في صيف 2006 وخلال الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان كان وادي الحجير مقبرة لتك الدبابة التي تم اصطياد الكثير منها.
- تفخيم إسرائيل من قدرات تلك الدبابة هو دعاية فقط لكن في أرض المعارك فإن وزنها الكبير يمثل عبئا إضافيا لعيوبها.
وحال الاجتياح البري المتوقع لغزة، يقول إيغور، إنه: " خلال معارك الشوارع المتوقعة بين مقاتلي حماس والجيش الإسرائيلي، سيتم اصطياد تلك الدبابة بقذائف الهاون، والألغام والقذائف غير الموجهة وتحييد خطرها".