يبدو أن المعارك بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستقذف بشراراتها على أماكن أخرى في العالم، منها أوكرانيا، التي ازداد احتمال تراجُع المساعدات الأميركية لها بعدما تم فتح جبهة حرب في إسرائيل تحتاج إلى دعم واشنطن.
وركّز على هذه النقطة الكاتب الأميركي، توماس فريدمان، في مقال له بجريدة "نيويورك تايمز"، لافتا إلى أن ما يدور في قطاع غزة وإسرائيل، منذ يوم السبت، سيؤثّر على القدرات العسكرية لكييف بسبب تشتّت الدعم الأميركي بينها وبين تل أبيب.
جاء في مقال فريدمان، وهو متخصّص في ملف الصراع العربي الإسرائيلي، وعمل مراسلا صحفيا للبيت الأبيض في وقت سابق:
• تأثّرت أوكرانيا بالفعل مع الهزات داخل الحكومة الأميركية، مثل الإطاحة برئيس مجلس النواب (كيفن مكارثي)، ومعارضة نواب جمهوريين لتقديم مساعدات اقتصادية وعسكرية إضافية لكييف.
• فإذا كانت إسرائيل على وشك غزو غزة والشروع في حرب طويلة، فسيكون لزاما أن تقلق أوكرانيا بشأن المنافسة مع تل أبيب على تلقي أسلحة من واشنطن، مثل صواريخ باتريوت وقذائف المدفعية عيار 155 ملم، التي تحتاج إليها البلدان بشدة.
• الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لاحظ ذلك (تأثير توقف الدعم الأميركي لكييف)، قائلا الخميس الماضي في منتجع سوتشي على البحر الأسود: "فقط تخيّل أن المساعدات تتوقف غدا، فإن أوكرانيا ستعيش لمدة أسبوع واحد فقط عندما تنفد ذخيرتها".
رغم ما أشار إليه تقرير فريدمان، دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، زعماء العالم إلى إظهار التضامُن والوحدة في دعم إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وقال زيلينسكي إن إسرائيل لها "كل الحق" تماما مثل أوكرانيا في حماية نفسها، ونشر الجيش الأوكراني مقطعا مصوّرا، السبت، يظهر فيه جنود أوكرانيون يدعمون تل أبيب.
نقل "عاجل" لأسلحة إلى إسرائيل
وفق صحيفة "بوليتكو" الأميركية فإن إدارة الرئيس جو بايدن تنظر في إرسال أسلحةٍ لإسرائيل، وقالت: "وفقا لمسؤول أميركي وشخص ثانٍ مطّلع على المحادثات، تعمل إدارة بايدن على تلبية طلب إسرائيل بنقل الأسلحة بشكل عاجل إلى تل أبيب".
كما نقلت وسائل إعلام أميركية أنّ الجيش الأميركي يخطط لنقل سفن بحرية وطائرات عسكرية بالقرب من إسرائيل لإظهار الدعم، وذلك حسب مسؤولين أميركيين مطلعين على التخطيط.
وقال بايدن، السبت، إن الولايات المتحدة مستعدة لتوفير "جميع سبل الدعم المناسبة"، محذّرا "أي طرفٍ آخر مُعادٍ لإسرائيل" من انتهاز الفرصة.
الأولوية لإسرائيل
تعقيبا على ما سبق، يوضّح الباحث في الشؤون الدولية، هاني الجمل، لموقع "سكاي نيوز عربية"، الصعوبات التي ستواجهها واشنطن في تقديم الدعم لكلٍّ من كييف وتل أبيب:
• واشنطن هي الداعم الأكبر لأوكرانيا، ودعمها الذي وصل لـ44 مليار دولار كأموال وأسلحة، أسهم في إطالة حربها مع روسيا.
• لكن الإدارة الأميركية واجهت صعوبات واعتراضات، شهدنا مثلا لها مؤخرا في الاستقطاب داخل الكونغرس تجاه آخر دفعة من الدعم، انتهى لعزل مكارثي بعد عقد صفقة سرية مع الرئيس جو بايدن لمواصلة تمويل أوكرانيا.
• رغم أن العلاقات الأميركية الإسرائيلية في عهد بايدن تشهد فتورا كبيرا فإن عملية "طوفان الأقصى" أذابت هذا الفتور، وتحرّك بايدن شخصيا، وأوعز للديمقراطيين بالتصويت على مساعدات مالية وعسكرية لإسرائيل باعتبارها الحليف الاستراتيجي في الشرق الأوسط.
• الأموال الجديدة التي تقدّمها الإدارة الأميركية لإسرائيل ستؤثّر سلبا على الدعم الموجّه لأوكرانيا؛ لأنّ الدعم لإسرائيل سوف يكون مفتوحا وبلا قيود.
ومن المتوقع أن تواصل كييف إلحاحها على واشنطن لتقديم مساعدات كبيرة لها أيضا، فجاء في تصريحات زيلينسكي، الأربعاء، أن بلاده تبذل "كل ما بوسعها" كي تحصل على المزيد من أنظمة الدفاع الجوي خلال الأشهر القليلة المقبلة.
تطوّرات الأحداث في غزة
• بعد إطلاق حركة حماس عملية "طوفان الأقصى" على إسرائيل، السبت، عبر قصف جنوبها بوابل من الصواريخ وأسر الجنود في عمليات تسلل، أطلقت إسرائيل عملية "السيوف الحديدية" للرد.
• أسفرت الهجمات المتبادلة حتى الآن عن مقتل 700 في إسرائيل و370 في قطاع غزة حتى الآن.
• لا تزال المواجهات بين المسلحين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية مستمرة.
• إذاعة الجيش الإسرائيلي تحدّثت عن إطلاق قذائف مورتر من لبنان على شمال إسرائيل.