كشف المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوينو، في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن تفاصيل جهود الاتحاد لدعم ليبيا في كارثتها الإنسانية الراهنة، جراء الفيضانات في المناطق المتأثرة بالعاصفة "دانيال" التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية.
وقال بوينو: "صُدمنا من حجم الكارثة في ليبيا، ونُقدم خالص تعازينا لأسر ضحايا هذه العاصفة المدمرة ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين".
وذكر الهلال الأحمر الليبي، لوكالة الأسوشيتدبرس، أن عدد القتلى ارتفع إلى 11300 مع استمرار جهود البحث، في الوقت الذي تم الإبلاغ عن فقدان 10100 آخرين.
وكانت السلطات الصحية الليبية قد قدرت في وقت سابق عدد القتلى في درنة بأكثر من 7 آلاف.
طلب رسمي.. وآلية حماية
وحدد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، تفاصيل الدعم الأوروبي إلى ليبيا في عدد من النقاط:
- بناء على طلب رسمي من السلطات الليبية، تم تفعيل آلية الاتحاد الأوروبي للحماية المدنية لتنسيق المساعدات الإنسانية لصالح الشعب الليبي، وتلك الآلية هي التي نستخدمها لتنسيق جهود الإغاثة داخل وخارج الاتحاد الأوروبي.
- في أول يوم بعد تفعيل هذه الآليّة، قدمت ألمانيا وفنلندا ورومانيا إمدادات إنسانية بما في ذلك 80 مولدا كهربائيا، إلى جانب خيام ومستلزمات، ومواد غذائية، ومخازن المياه، وأسرة ميدانية وخيام مستشفيات.
- في اليوم الثاني، تلقينا مساعدات من فرنسا وإيطاليا وهولندا تشمل فريقا طبيا مكونا من 53 شخصا، وشاحنات لإزالة الأنقاض، ومركبات نقل وطائرات عمودية، وخبراء في تكنولوجيا المعلومات والخدمات اللوجستية ورسم الخرائط، بالإضافة إلى فريق بحري للبحث والإنقاذ.
- تم أيضا تخصيص نصف مليون يورو كمساعدات أولية طارئة لصالح شركائنا العاملين في المجال الإنساني في المناطق المتضررة، كما تم إرسال فريق خبراء من الاتحاد الأوروبي للقيام بتقييم الاحتياجات الإنسانية على الأرض، وكل ذلك بالإضافة إلى المساعدة التي تقدمها دول الاتحاد الأوروبي بمفردها.
- سنستمر في دعمنا للشعب الليبي في هذه الأوقات الصعبة.
الأوضاع الميدانية
ميدانيا، توقعت السلطات المحلية في درنة أن تتخطى أعداد قتلى الفيضانات 20 ألفا، في الوقت الذي اتجه الجيش الليبي إلى إخلاء بعض المناطق في المدينة لتسهيل عمليات البحث والإنقاذ.
ودُفن آلاف الأشخاص في مقابر جماعية بمدينة درنة الليبية بالتزامن مع تمشيط فرق البحث والإنقاذ للمنطقة في أعقاب فيضانات وسيول مدمرة.
وألحقت الفيضانات أضرارا ودمرت العديد من الطرق المؤدية إلى درنة، ما أعاق وصول فرق الإنقاذ والمساعدات الإنسانية الدولية.
يأتي ذلك في الوقت الذي ذكر الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي، أسامة علي، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن السلطات الرسمية تلقت ما يزيد عن 10 آلاف بلاغ بمفقودين داخل مدينة درنة وحدها، فضلا عن وجود نحو 30 ألف نازح من المدن المنكوبة حتى الخميس.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من استمرار الوضع الراهن، إذ قالت إن "جميع المتضررين من الفيضانات بحاجة ماسة إلى أشكال الدعم العاجل والخدمات الصحية الأساسية والتدخلات المنقذة للحياة، كما أن المتضررين عرضة لخطر متزايد من الأمراض المنقولة بالمياه، وغيرها من الأمراض التي تتفشى في الظروف المماثلة".