تسابق فرق الإنقاذ في المغرب الزمن للبحث عن ناجين بين الأنقاض، في اليوم الثالث على الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، مخلفا أكبر عدد من الضحايا خلال أكثر من 6 عقود.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الداخلية المغربية ارتفاع عدد الضحايا إلى 2497 قتيلا، و2476 مصابا، مع استمرار السلطات في جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى.

وبالتزامن، واصل أفراد من القوات المسلحة المغربية، عمليات البحث بين الأنقاض للبحث عن ناجين أو انتشال جثت، في حين انضمت فرق إنقاذ أجنبية لتلك الجهود خاصة في القرى الجبلية جنوبي مدينة مراكش القديمة.

وتوالت عروض المساعدات الدولية للسلطات المغربية، والتي قبلتها من 4 دول هي "الإمارات وإسبانيا وقطر والمملكة المتحدة".

وأثارت تلك الجهود الكثير من التساؤلات عن الموعد الذي ستستمر خلاله جهود البحث عن ناجين تحت الأنقاض، والفترة التي بإمكان العالقين تحملها منذ وقوع الزلزال، ومتى تقرر السلطات المغربية انتهاء عمليات البحث وبدء مرحلة رفع الأنقاض وإعادة الإعمار.

من جانبه، قالت أستاذة وخبيرة الطب الشرعي، إيمان الزاهد، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، إن هناك عددا من المُحددات التي ترتبط بعملية البحث عن ناجين، على رأسها الطريقة التي تأثروا بها وقت وقوع الزلزال، وما إن كانت هناك إصابات خفيفة أو خطيرة بينهم.

وحددت خبيرة الطب الشرعي تلك العوامل في عدد من النقاط، قائلة:

  • موقع وجود العالقين مهم للغاية في تحديد قدرتهم على التحمل، فإن كان في مكان ضيق مع نقص للأكسجين وصعوبة في التنفس سيكون هناك صعوبة في بقائه على قيد الحياة، وقد لا يتحمل العيش لأكثر من 3 أيام حسب توافر التهوية.
  • الانهيارات عادة ما ينتج عنها أتربة وغبار تتسبب في غلق فتحة الأنف وتؤدي لاختناقات أو ما يُسمى علمياً "إسفكسيا"، وحينها لا تكون هناك فرصة للنجاة، وهي حالة عبارة عن حالة نقص حاد في الإمداد بالأكسجين إلى الجسم، والذي ينشأ عن التنفس غير الطبيعي أو ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم لدرجة تمنع الخلايا من القيام بوظائفها.
  • قد يتحمل الشخص نقص المياه لنحو أسبوع أو يزيد قليلًا، قد يتحمل الجوع لمدة 3 أيام، لكن المشكلة الأكبر تتمثل في توافر الأكسجين.
  • الأمر الآخر الذي يرتبط بفرص وجود ناجين، هو درجة إصابة الشخص، وما إن كانت خطيرة أو هناك نزيف أم لا.
  • بعد نحو أسبوع أو يزيد قليلًا، وفق المعطيات التي أمامهم، تكون فرق الإنقاذ أوشكت على غلق ملف البحث عن ناجين، ويبدؤون في المراحل التالية برفع الأنقاض.
  • وفي حالة وجود ضحايا لا يستطيع رجال الإنقاذ التعرف عليهم، فهناك طرق عدة إما بالفحص الظاهري بشكل عام، للملابس والمصوغات الذهبية، خاصة لو كان هناك أقارب لهم موجودين على قيد الحياة في نطاق الزلزال، أو عن طريق البصمات، أو التحاليل الجينية.
  • وفي بعض المناطق يتم التعرف عبر فحص الأسنان ومضاهاتها بالفحوصات التي سبق إجراؤها للشخص.

أخبار ذات صلة

بالفيديو.. وميض أزرق غريب في سماء المغرب لحظة الزلزال
زلزال المغرب.. وزارة الداخلية تعلن ارتفاع حصيلة الضحايا

ظروف إنسانية صعبة

وقضى كثيرون من الناجين ليلة ثالثة في الخلاء بعد أن تهدمت منازلهم أو أصبحت غير آمنة بسبب أعنف زلزال هز المغرب منذ عام 1900 على الأقل.

وفي قرية تافجيغت، وصف حميد بن هنا كيف توفي ابنه البالغ من العمر 8 سنوات تحت الأنقاض بعد أن ذهب لإحضار سكين من المطبخ بينما كانت العائلة تتناول العشاء، ونجت العائلة.

وكان الناس ينتشلون ممتلكاتهم من بين أنقاض منازلهم ويسردون حكايات يائسة ويحفرون بأيديهم للبحث عن أقاربهم.

ماذا بعد انتهاء البحث عن ناجين؟

ويقول خبراء إن عمليات الإنقاذ في حالات الزلزال تتكون عادة من عدة مراحل، ويتم تنفيذها بالتنسيق بين الحكومة والجهات المحلية والمتطوعين والمؤسسات الإنسانية.

وتكون عمليات البحث على رأس أولويات عناصر الإنقاذ. وحين يجري إعلان الانتهاء من هذه المرحلة، فذلك يعني أن فرص العثور عن ناجين أحياء تحت الأنقاض باتت شبه منعدمة.

بعد وقف جهود البحث، ستنتقل السلطات إلى مرحلة إزالة الأنقاض وتقييم الأضرار وإعادة الإعمار، إضافة إلى الاهتمام بالناجين صحيا ونفسيا.

  • إزالة الأنقاض: تعني إزالة الأنقاض من المباني المنهارة والأشجار والصخور المتهشمة وغيرها من المواد التي تتراكم بعد الزلزال. في هذه المرحلة، يجري استخدام المعدات الثقيلة والآلات الخاصة لإزالة الأنقاض بطريقة آمنة وفعالة.
  • تقييم الأضرار: خلال هذه المرحلة، يتم تقييم الأضرار والخسائر المادية التي لحقت بالمناطق، التي شهدت الزلزال. ويساعد هذا التقييم في وضع خطة شاملة وواضحة لإعادة الإعمار.
  • إعادة الإعمار: تشمل هذه المرحلة إعادة بناء المنشآت المدمرة وإعادة تأهيل المناطق المتضررة وتوفير الدعم اللازم للمصابين والناجين.