أطلق الجيش الوطني الليبي، الجمعة، عملية عسكرية موسعة لتأمين الحدود الجنوبية، وبسط السيطرة وسط ما تمر به دول جنوب الصحراء والساحل الإفريقي من "من توترات سياسية وأمنية واسعة طيلة الأشهر الماضية"، وفق ما أعلنه المتحدث باسم الجيش اللواء أحمد المسماري.
وتأتي العملية مع زيادة الاضطرابات على الحدود في الأيام الأخيرة بين ليبيا وتشاد، مع تجدد المعارك بين الجماعات الإرهابية والمتمردة التشادية، التي تتواجد في قواعد بجنوب ليبيا، وبين الجيش التشادي، إضافة للمعارك الجارية في السودان، واحتمال تعرض النيجر لتدخل عسكري إقليمي.
بيان الجيش
وجاء في بيان للجيش بشأن دوافع وأهداف العملية العسكرية:
- التوترات في الدول جنوب الصحراء والساحل (بعضها على الحدود مع ليبيا) أدت إلى هشاشة الوضع في تلك الدول، وضعف قدرتها على التحكم والسيطرة على حدودها البرية.
- هذا ساعد في تحرك خلايا من الجماعات الارهابية والاجرامية بشكل واضح.
- تستند عملية تأمين الحدود على تقارير ومعلومات متواترة لغرف القيادة والمعلومات لدينا من نقاط السيطرة والمراقبة، بالإضافة إلى المعلومات الاستخباراتية والأمنية الدقيقة والواسعة، بخصوص الوضع في الجنوب.
- الجيش لن يسمح بأن تكون ليبيا منطلقا لأي جماعات أو تشكيلات مسلحة تشكل تهديدا لجيرانها، أو قاعدة انطلاق لأي أعمال غير قانونية.
- التأكيد الشديد على المحافظة على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الصديقة والشقيقة والجارة ومشاكلها السياسية.
- تشارك نخبة القوات برا وجوا في العملية التي لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها.
- العملية تستهدف حماية البلاد والشعب ومقدراته الاقتصادية والتنموية، والحفاظ على حالة الاستقرار والأمن في الجنوب الليبي كافة.
ضبط الحدود مع تشاد
وأعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش قصف سلاح الجو تجمعات المعارضة التشادية جنوب البلاد، فيما جرى إنزال جوي لفرقة مظلات قرب جبال كلنجا القريبة من الحدود التشادية.
وصل آمر قوة عمليات الجنوب، اللواء المبروك سحبان، وآمر اللواء 128، معزز العميد حسن الزادمة، إلى غرفة عمليات القوات البرية في الجنوب لمتابعة سير العملية، وفق المسؤول الإعلامي بالجيش عقيلة الصابر.
وأضاف أنه وصلت التعزيزات العسكرية إلى الحدود الجنوبية وتحديدا مع تشاد؛ استعدادا لتنفيذ مهمات موسعة تباعا لتطهير المنطقة من العصابات المسلحة، ولضبط الأمن وتأمين الحدود ومكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وفي 10 أغسطس الجاري، توغل متمردون تشاديون قادمون من الأراضي الليبية في تشاد، وهاجموا مركزا صغيرا لخبراء إزالة الألغام، وفق إعلان السلطات هناك، ودارت مواجهات انتهت بسيطرة الجيش التشادي على معدات حربية للمهاجمين.
ويسعى الجيش الليبي إلى ضبط الحدود بالتعاون مع نظيره التشادي، والتصدي لأنشطة المعارضة التشادية التي تتخذ من الجنوب الليبي قاعدة لتنفيذ هجماتها؛ استغلالا للفوضى التي تعيشها ليبيا منذ 2011، وفق مصادر "سكاي نيوز عربية"، ومنها حركة "فاكت" التي أعلنت مؤخرا عودتها للعمل العسكري ضد تشاد.
وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد، محمد إدريس ديبي، قد ذهب إلى شمال البلاد، قرب الحدود مع ليبيا، هذا الأسبوع؛ لمتابعة جهود الجيش التشادي في تتبع ومطاردة الجماعات المتمردة والإرهابية، بما فيها التي تتخذ من ليبيا معاقل لها.
وتزامن إعلانالجيش الليبي عن عملية تأمين الحدود، مع انطلاق جهود أمنية موسعة استهدفت منطقة "أم الأرانب" جنوب غرب البلاد، وفق ما كشفته شعبة الإعلام الحربي، حيث جرى مداهمة عدة منازل استولى عليها مهربون ومتورطون في نشاطات الجريمة المنظمة، وسيجري تسليم تلك المنازل للمواطنين الذين اضطروا إلى هجرها السنوات الماضية.