رغم أهمية وكثرة التراث الأثري في السودان فإنه لم يُسلط الضوء الكافي على مصيره وسط القصف في المعارك الدائرة في البلاد منذ 15 أبريل الماضي، ومن ذلك آثار المتحف القومي النادرة في الخرطوم التي تعيش وسط دوي الرصاص.

يتحدث خبير عسكري سوداني وخبير سياحي لموقع "سكاي نيوز عربية"، بشأن المخاطر المحيطة بآثار السودان وسط القتال القائم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وما يجري في ظله من أعمال نهب وسرقة وتدمير، وكيف يمكن تأمينها.

تمتلك السودان تنوعا أثريا كبيرا يمتد لآلاف السنين، حيث إنها تعد من أقدم البلاد التي سكنها البشر حسب الحفريات التي وجدت فيها مؤخرا، وهي نقطة اتصال بين شعوب جنوب الصحراء الكبرى وشعوب شمال القارة ومحيط البحر المتوسط، وكذلك تواصلت منذ القدم مع شعوب شرق البحر الأحمر.

وترتفع المخاوف من تلقى الآثار السودانية مصير الآثار العراقية التاريخية، التي تعرضت لعمليات نهب وسرقة على نطاق واسع، بعد الغزو الأميركي في 2003.

وبيع عدد منها في السوق السوداء، بينما أتلف البعض الآخر، واختفى البعض منها، بسبب الفوضى العارمة وقتها.

أخبار ذات صلة

120 يوماً على الحرب.. كيف تأثر الاقتصاد السوداني؟
البرهان: السودان يواجه أكبر مؤامرة في تاريخه الحديث

نقطة ضعف

بوصف الخبير العسكري السوداني، عميد متقاعد ساتي محمد سوركتي، فإن حماية الآثار التاريخية السودانية "كانت وما زالت من أكبر نقاط ضعف الأمن القومي السوداني على مر العهود واختلاف الحكومات".

يُضاف لذلك، أن تاريخ السودان "مستهدف من جهات أجنبية معادية"، ولذلك، فإن تأمين هذه الآثار خلال الحرب الجارية "هو في أضعف أحواله بالنظر لأداء أجهزة الدولة ولمجريات هذه الحرب التي تستهدف وجود الإنسان السوداني نفسه تاريخا وحاضرا ومستقبلا"، حسب سوركتي.

في تقدير الباحث المتخصص في السياحة، بسام الشماع، فإن الآثار السودانية مهمة جدا بالنسبة إلى عدة حضارات، وفي السودان نحو 200 هرم بخلاف المعابد، يجب حمايتها في ظل الصراعات.

توجد عشرات المواقع الأثرية في السودان، من أشهرها جبل البركل والكرمة، متوزعة على 6 مناطق إدارية، ومساجد وكنائس ومراقد وأسواق أثرية، بجانب متاحف متوزعة على عدة مدن، تؤرخ لحياة البشر والبيئة الحيوانية والنباتية وغيرها، منها متحف السودان القومي ومتحف التاريخ الوطني في الخرطوم، ومتحف شيكان في مدينة الأبيض، ومتحف السلطان علي دينار في مدينة الفاشر.