عاشت العاصمة السودانية الخرطوم، الثلاثاء، يوما داميا، ربما، يعتبر بحسب مراقبين، واحدا من أكثر الأيام صعوبة على السكان، منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل 115 يوما.
وقتل بسبب القصف المتبادل بين الطرفين عشرات المدنيين في مدن العاصمة الثلاثة -الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري-، منهم 22 في أم درمان التي شهدت أحياؤها القديمة أعنف المعارك.
ووسط حالة من الهلع والفوضى الناجمة عن احتدام القتال، تزايدت بشكل لافت موجة النزوح من مدن العاصمة، التي أصبح أكثر من 60 في المئة من مناطقها بلا سكان في ظل دمار هائل لحق بمنازل وممتلكات السكان.
وفي حين يتبادل طرفا القتال الاتهامات بشأن المسؤولية في تزايد الخسائر البشرية، التي وصلت بحسب تقديرات الأمم المتحدة إلى أكثر من 4500 قتيل منذ اندلاع القتال في الخامس عشر من أبريل، يقول مراقبون إن القصف الجوي والمدفعي كان سببا مباشرا في سقوط أكثر من 95 في المئة من الضحايا.
وبدت الشوارع في الكثير من الأحياء خالية من المارة بعد أن اضطر أكثر من مليوني شخص من سكانها لمغادرة منازلهم في ظل ظروف إنسانية وأمنية بالغة التعقيد.
وتزايدت خلال الساعات الماضبة موجات النزوح الجماعي للسكان خصوصا من أحياء أم درمان القديمة.
وبحسب أحدث تقرير للأمم المتحدة، فقد أجبر القتال نحو 3.9 ملايين من سكان الخرطوم وولايات دارفور إلى النزوح داخليا أو عبور الحدود إلى بلدان أخرى.
وفي الجانب الآخر، يواجه العالقون أوضاعا أمنية وإنسانية صعبة للغاية وسط مخاوف كبيرة من تعرض الآلاف للموت، إما بوابل الرصاص والقصف الجوي أو جوعا في وقت تضاءلت فيه فرص وقف الحرب المشتعلة منذ منتصف أبريل.
وقالت رنا عبدالغفار، المحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن سكان معظم مناطق العاصمة وخصوصا أحياء أم درمان عاشوا ظروفا عصيبة خلال الساعات الماضية.
وأشارت إلى سقوط العديد من الضحايا بسبب عدم القدرة على نقلهم للمستشفيات القليلة التي تعمل.