مع قرب حلول الذكرى التاسعة للمجازر التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي، بحق مئات آلاف الإيزيديين العراقيين في قضاء سنجار بمحافظة نينوى في 3 أغسطس عام 2014، صنفت الحكومة البريطانية، الثلاثاء، تلك الممارسات على أنها "إبادة جماعية"، وفق بيان صدر عن الخارجية البريطانية.
وجاء في البيان أن المملكة المتحدة "أقرت رسميا بأن داعش ارتكب ممارسات إبادة جماعية في حق الإيزيديين في العام 2014".
وكانت الحكومة البريطانية قد أدانت سابقا فظائع داعش المرتكبة ضد الإيزيديين، لكن تلك الإدانات لم تصل لحد الاعتراف بهذه الجرائم على أنها إبادة جماعية.
وفي شهر يناير الماضي، اعترف البرلمان الألماني (البوندستاغ) بالجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحق الإيزيديبن في العراق، كإبادة جماعية، موصيا بسلسلة من إجراءات الدعم للإيزيديين.
أهمية القرار البريطاني بالنسبة للإيزيديين
يقول عضو البرلمان العراقي السابق حسين نرمو، وهو من المكون الإيزيدي، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية":
• لم يأتي هذا القرار المهم من فراغ، حيث كان ثمة دعوات مستمرة من بريطانيا على مستوى البرلمان والحكومة لشخصيات ومؤسسات مدنية وحقوقية إيزيدية مختصة بالإبادات الجماعية، للاستماع لهم، وقدموا وثائق دامغة بشأن الإبادة الجماعية على أرض الواقع، ولا سيما المقابر الجماعية التي تعدت لحد الآن 80 مقبرة.
• الاستماع لشهادات النساء والفتيات ممن تعرضن إلى الاستعباد والاغتصاب على يد الدواعش، وما تعرض له الأطفال الإيزيديون كذلك من خطف وتجنيد لهم في معسكرات داعشية لغسل الأدمغة.
• كل هذه الحقائق الصارخة والموثقة استحقت الدراسة والإقرار بها من قبل لندن، وهو ما قاد لوصف ما تعرض له الإيزيديون بالإبادة الجماعية، والتي سبقتها في ذلك العديد من العواصم والبرلمانات والحكومات العالمية.
• البريطانيون أنفسهم جمعوا وثائق عن طريق مصادرهم الخاصة، عبر إرسال شخصيات مختصة أو فرق خاصة لجمع الوثائق وتدقيقها والتحري عنها على أرض الواقع.
• اعتراف حكومة بلد كبير ومهم مثل بريطانيا، والتي هي ضمن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بهذه الإبادة سيكون له تأثيرات محفزة لحكومات لتحذو حذوها، وبما يسهم في إنصاف الضحايا ولو قليلا عما حلّ بهم من ويلات، فهي إبادة موصوفة لا بد من اعتمادها عالميا.
وتم اختطاف أكثر من 6 آلاف إيزيدي عندما هاجم داعش معقلهم في محافظة نينوى، وفقا لمكتب حكومة إقليم كردستان لإنقاذ الإيزيديين المختطفين، وهناك أكثر من 2000 منهم لا يزالون في عداد المفقودين.
وبحسب المكتب فرّ أكثر من 120 ألف إيزيدي من العراق منذ أن شن تنظيم داعش هجومه على مناطقهم، ويعيش عشرات الآلاف ممن بقوا في المنطقة في مخيمات منتشرة في العديد من المحافظات وخاصة في دهوك .