بحث رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مسارات التعاون ومستوى تطوره في مختلف المجالات، في إطار اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعها البلدان خلال العام الجاري وتستهدف تحفيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل في كلا البلدين، بما يعود بالخير والمنفعة والازدهار على شعبيهما.
جاء ذلك خلال جلسة المباحثات التي عقدها الجانبان في قصر الوطن في أبوظبي، الأربعاء، حيث رحب الشيخ محمد بن زايد بزيارة أردوغان إلى دولة الإمارات، معربا عن ثقته بأن الزيارة تعطي دفعا قويا نحو تعزيز آفاق الشراكة بين البلدين.
واستعرض الرئيسان مختلف أوجه التعاون بين البلدين، خاصة القطاعات الإستراتيجية منها الاستثمار والتكنولوجيا والتحول الرقمي والفضاء والبنية التحتية والصناعة والطاقة المتجددة وغيرها، والفرص الواعدة لتوسيع آفاق هذا التعاون، مؤكدين في هذا السياق أن دولة الإمارات وتركيا لديهما توجه إستراتيجي لدفع العلاقات الثنائية إلى أقصى آفاق تنموية ممكنة.
كما تطرق اللقاء إلى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" الذي تستضيفه دولة الإمارات نهاية العام الجاري، وتطلع الإمارات إلى مشاركة تركية فاعلة من أجل نتائج تصب في مصلحة العالم أجمع، خاصة أن هناك تعاونا بين البلدين في مجال العمل المناخي ولديهما خطط طموحة في مجال الطاقة المتجددة وتحقيق الحياد الكربوني.
واستعرض الجانبان مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين وتبادلا وجهات النظر بشأنها، مشددين في هذا السياق على أن الحوار والحلول الدبلوماسية هي السبيل للتعامل مع مختلف التحديات والأزمات التي تواجهها المنطقة، إضافة إلى الحاجة إلى التعاون الفاعل والعمل المشترك لبناء علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والثقة والمصالح المشتركة بما يعزز الاستقرار والسلام والتنمية في المنطقة.
وأكد رئيس دولة الإمارات العلاقات التاريخية القوية التي تجمع البلدين، وتتطور بشكل فاعل وحيوي على جميع المستويات، وثقته باستمرار تطور هذه العلاقات وازدهارها خلال المرحلة المقبلة.
وقال الشيخ محمد بن زايد إن دولة الإمارات تعد تركيا شريكا أساسيا، ولديها توجه إستراتيجي لدفع العلاقات معها إلى مستويات أعلى خاصة في مجالات التجارة والتكنولوجيا والطاقة والأمن الغذائي وغيرها.
وأشار إلى ارتفاع حجم التجارة غير النفطية خلال العام الماضي بنسبة 40 بالمئة، منوها بأن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعها البلدان خلال شهر مارس الماضي ستعزز مسار العلاقات الاقتصادية والاستثمارية ورفع قيمة التجارة إلى أكثر من 40 مليار دولار سنويا في غضون 5 سنوات.
وأضاف أن "هناك تحولات إيجابية تشهدها المنطقة، ومن المهم البناء عليها وتشجيعها ودفعها إلى الأمام"، معربا في هذا السياق عن ترحيب الإمارات بالاتفاق بين مصر وتركيا الذي جرى مؤخرا لرفع مستوى العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى السفراء، مؤكدا أن هذه خطوة مهمة للمنطقة كلها، و"دولة الإمارات داعم أساسي لأي خطوة تعزز أسباب السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم".
وأكد الرئيس التركي أن العلاقات بين دولة الإمارات وتركيا شهدت خلال الفترة الماضية نموا وتطورا على جميع المستويات، معربا عن حرص بلده على تعزيز علاقاتها مع الإمارات خاصة الاقتصادية والاستثمارية بما يرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات أعلى، تواكب تطلعاتهما ورؤيتهما نحو التنمية والازدهار لشعبيهما، وبما يخدم التنمية والاستقرار والسلام لشعوب في المنطقة كلها.
وسجل أردوغان كلمة في سجل كبار الزوار، أعرب خلالها عن شكره وتقديره لحفاوة الاستقبال وتطلعاته لعلاقات البلدين الصديقين تحقيق مزيد من النماء والازدهار خلال المرحلة المقبلة.