دعا يوسف عزت مستشار قائد قوات الدعم السريع إلى "توحيد المبادرات" الساعية لإنهاء القتال في السودان، الدائر بين الجيش وقوات الدعم، وذلك بعدما واجهت مبادرة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا "إيغاد" انتكاسة، بإعلان وفد الجيش عدم حضوره.

وكان من المفترض أن تتم محادثات، الإثنين، بين الجيش والدعم السريع، برعاية "إيغاد" المكونة من 8 دول في منطقة القرن الإفريقي وما حولها، في أديس أبابا.

لكن وفد من الجيش السوداني لم يحضر في اليوم الأول من الاجتماعات، بعد رفضه أن يترأس الرئيس الكيني وليام روتو، لجنة تسيير المحادثات.

وتعليقا على هذه التطورات، انتقد عزت، مستشار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في لقاء مع "سكاي نيوز عربية"، قرار القوات المسلحة، قائلا: "لا أرى سببا يمنع الجيش، الذي بدأ الحرب المتسببة في كل هذا الدمار، من الحضور".

وأضاف: "تذرع الجيش لعدم حضور اجتماع على هذا المستوى، فيه الاتحاد الأوروبي ومصر وبريطانيا، لاعتراضه على من يرأس اللجنة التي تقود المحادثات بذريعة أنه غير محايد. هذه قضية يموت من أجلها الناس".

وتابع: "إذا كان أصلا هناك جيش لديه قيادة حريصة على الشعب السوداني، فإنه لن يطلق النار والدبابات ويدفع بالطائرات الحربية في قلب الخرطوم. مما تسبب بقتل مدنيين. هذا ما تسبب في هذه الحرب التي يقول (الجيش) عنها عبثية. إذا كان يعتبر أنها عبثية يجب أن يأتي ويجلس وينهي هذه الحرب"، وفق مستشار قائد قوات الدعم السريع.

وأضاف: "لا يمكن أن تتهرب. هل تريد من رئيس اللجنة الرباعية أن يخدم قضيتك أم أن يخدم قضية الشعب السوداني؟ هذا السبب الواهي غير موضوعي، نحن في حرب والبلد في أزمة، ويجب على من يفاوض أن يكون على مستوى المسؤولية".

أزمة السودان.. تصعيد في ظل جهود التهدئة

توحيد المبادرات "ضرورة"

وشدد عزت على ضرورة "توحيد المبادرات (الساعية لإنهاء القتال)"، قائلا: "هناك مبادرة إيغاد ومبادرة الاتحاد الإفريقي، ومبادرة السعودية وأميركا. توحيد المبادرات خطوة أولى وندعم هذا الاتجاه".

واعتبر أن "تعدد المبادرات يؤدي لما يشبه التنافس بين الوسطاء، الذين يكمن دورهم في دعم الشعب السوداني وتحقيق السلام ووقف إطلاق النار".

وأشار مستشار قائد قوات الدعم السريع، إلى أن "الاهتمام الدولي والإقليمي بما يجري في السودان طبيعي، لأنه يؤثر على المنطقة كلها"، مضيفا: "طبيعي أن تكون هناك عدة مبادرات. الآن وضع السودان يحتاج إلى تضافر كل هؤلاء".

وتابع: "كل أصدقاء السودان الذين يريدون المساعدة يجب أن يوحدوا الجهود، وهذا ما تركزت عليه ورقتنا في الاجتماع، إذ شملت رؤيتنا لكيفية توحيد جميع هذه المبادرات في مبادرة واحدة، لديها رؤية وتصور كامل للحل الشامل في السودان".

وأكد عزت على أن "الأزمة لم تعد حربا في الخرطوم أو دارفور، إنما أصبحت أزمة وطنية تستدعي حلا من الجذور، ومعالجة كافة أسباب الحرب في السودان، وهذه التي يجب أن يتوحد فيها الوسطاء".

أزمة السودان.. اجتماع للإيغاد وقمة للجوار في مصر

وكانت وزارة الخارجية السودانية الخاضعة لسيطرة الجيش، قد قالت إن "وفدها لم يحضر لأن إيغاد تجاهلت طلبها باستبدال الرئيس الكيني وليام روتو كرئيس للجنة التي تقود المحادثات".

وتابعت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، أن من ضمن أسباب عدم مشاركة الوفد "عدم حيادية الرئيس روتو في الأزمة القائمة".

وكانت الخرطوم قد اتهمت نيروبي الشهر الماضي، بإيواء قوات الدعم السريع.

ولم يرد مكتب روتو ولا وزارة الخارجية الكينية على الفور حين طلبت "رويترز" التعليق، لكن الحكومة الكينية قالت الشهر الماضي إن الرئيس "حكم محايد عينته قمة إيغاد".