تعيش جماعة الإخوان أيامها الأخيرة في تركيا، بعد تشديدات أمنية أقرتها أنقرة، مؤخرا في ضوء إجراءات التقارب مع القاهرة شملت مداهمات لمقرات تتبع التنظيم، وطرد عدد من عناصره ودراسة سحب الجنسية من عناصر أخرى.
واعتبر خبراء مختصون بالإسلام السياسي والإرهاب، تحدثوا لـ"سكاي نيوز عربية" الإجراءات التركية الأخيرة مؤشر جديد على تخلي أنقرة عن الجماعة، قد يتبعها خطوات أخرى أكبر مثل ترحيل عناصر التنظيم المطلوبين لدى القاهرة.
القاهرة طلبت تسليم 100 إخواني
يقول الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب، منير أديب، إن بلاده طالبت أنقرة مؤخرا بتسليم 100 عنصر من تنظيم الإخوان، في ضوء التفاهمات الجارية بين البلدين.
كافة العناصر المطلوبين لدى القاهرة ثبت تورطهم في قضايا عنف وإرهاب ومحكوم عليهم بأحكام قضائية نهائية في مصر.
ولا يتوقع أديب أن تسلم أنقرة العدد المطلوب للقاهرة، لكنها ستتخذ إجراءات تصعيدية مع عناصر التنظيم قد تشمل طردهم خارج البلاد وسحب الجنسية التركية الممنوحة لبعضهم.
ينتظر من السلطات التركية أن تقوم في أقرب وقت بتسليم المطلوبين لدى القاهرة.
خطوة جديدة نحو إجراءات أكثر تشددا
يقول الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي إسلام الكتاتني، إن الإجراءت التركية الأخيرة ضد الإخوان، سواء بمداهمة المقرات أو توقيف عدد من العناصر، تأتي في ضوء خطة شاملة لوقف الدعم لعناصر التنظيم، بدأت منذ نحو عام، تزامنا مع التقارب المصري التركي.
ويصف الباحث المصري الإجراءات التركية بأنها حاسمة ومعبرة عن توجه جديد لدى الحكومة التركية ضد الجماعة، بدأت في مارس العام الماضي بإغلاق القنوات والمنصات التابعة للتنظيم وستزيد خلال الفترة المقبلة لتشمل توقيف بعض العناصر وربما ترحيل المطلوبين للقاهرة.
الإخوان في موقف لا يحسدون عليه في ضوء التقارب بين مصر وتركيا
ترى أنقرة أن الجماعة أصبحت "كارت محروق" ولا يجب دعمه مجددا، وفي الوقت الراهن تسعى تركيا لتصفير المشكلات مع القاهرة والتخلي تماما عن دعم التنظيم.
تسعى أنقرة أيضا بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا لإقرار سياسة جديدة تتسم بالتهدئة مع دول المنطقة وتقديم مصالح الدولة والتوقف عن دعم التنظيم بشكل كامل.
قد تتجه تركيا لتشديد الإجراءات بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة بإغلاق كافة مقرات التنظيم ومطالبك بعض عناصره بمغادرة أراضيها وأيضا سحب الجنسيات أو تسليم بعض المطلوبين لدولهم.
في الوقت الراهن يحاول الإخوان إيجاد ملاذات آمنة بعيدا عن أنقرة وتمثل لندن وبعض دول آسيا مثل ماليزيا أبرز تلك الملاذات.
من جهته يربط الباحث المصري المختص في الإسلام السياسي والإرهاب، أحمد سلطان، بين الإجراءات التركية الأخيرة، وتصاعد خطاب القومية داخل تركيا في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ويقول سلطان إن تركيا تتجه نحو نهج جديد أكثر تشددا مع تنظيمات الإسلام السياسي وفي مقدمتها جماعة الإخوان.
أيضا تسعى تركيا في الوقت الراهن لتبريد علاقتها مع القاهرة بعد رفع العلاقات بين البلدين لمستوى التمثيل الدبلوماسي.
ستشهد الفترة المقبلة تراجع كبير في سياسات دعم الإخوان في تركيا، ستشمل مراجعة شاملة لجميع العناصر المتواجدين على أراضيها من عناصر التنظيم ووقف منح الجنسية لأي عناصر جديدة.
ماذا حدث مؤخرا؟
بحسب مصادر إخوانية تحدثت لـ"سكاي نيوز عربية" من اسطنبول، نفذت السلطات التركية حملة مداهمات واسعة لمقرات تتبع تنظيم الإخوان في أنقرة واسطنبول.
طالبت السلطات عدد من عناصر التنظيم بمغادرة البلاد خلال مدة لا تتجاوز أسبوع، بعضهم مطلوب بالفعل لدى الجهات القضائية في مصر.
تدرس السلطات التركية سحب الجنسية من بعض عناصر التنظيم، كما قررت السلطات وقف منح الجنسية التركية لأي عناصر جديدة على صلة بالإخوان.