خطوة جديدة تبنتها الحكومة العراقية لدعم ضحايا الألغام التي خلفتها الحروب المتتابعة، ببدء تنفيذ برنامج للدعم، وسط شهادة محلية ودولية بأنه الأفضل على مستوى العالم.

ووفق بيان لدائرة شؤون الألغام التابعة لوزارة البيئة، فإن ملف مساعدة ضحايا الألغام من أولويات الحكومة، مشيرة إلى أنها وبالتعاون مع المنظمة الدولية للإعاقة HI نفذت في الفترة من 5-6 من يوليو الحالي برنامجا لدعم الضحايا ووضع خطة إجرائية.

وبتعبير مدير عام الدائرة صباح حسن الحسيني، شدد فإن برنامج مساعدة ضحايا الألغام الحكومي هو الأفضل من بين البرامج الوطنية على مستوى العالم؛ حيث يحظون الآن بخدمات طبية واقتصادية واجتماعية وتأهيلية، كما نقلت عنه وكالة الأنباء العراقية "واع" الخميس.

وتصديقا على هذا، قالت مديرة البرامج في المنظمة الدولية للإعاقة، دانيلا ماريا بوستا، خلال ورشة العمل إن "العراق هو البلد الأول في العالم الذي يملك الآن معيارا وطنيا متوافقا والمعايير الدولية المتخصصة في مجال مساعدة ضحايا الألغام"، معتبرة أن ذلك "منجز كبير ينبغي استثماره على أكمل وجه".

تضاعف أعداد ضحايا الألغام في كردستان العراق

أخبار ذات صلة

قنابل موقوتة.. إطلاق استراتيجية مكافحة الألغام في العراق
حاصدة أرواح وأطراف.. هذه خطة العراق للتخلص من آفة الألغام

برنامج متعدد المستويات

الدول التي تعرضت لحروب سواء داخلية أو خارجية بالتأكيد ستخلف الكثير من ضحايا الألغام، كما يقول أستاذ علم النفس الاجتماعي العراقي، الدكتور ازاد علي اسماعيل، موضحا لموقع "سكاي نيوز عربية" مزايا البرنامج الوطني العراقي في هذا المجال:

• الناجون من الألغام تظهر عليهم آثار متعددة، الأثر الكبير يكون جسديا، حيث قد يفقد الشخص أحد أطرافه بسبب التعرض للانفجار، وهذا يتبعه أضرار نفسية واجتماعية، منها أنه ربما تقل فرصته في الحصول على فرص عمل.

• البرنامج الوطني ضرورة لمساعدتهم على علاج المشاكل الجسدية، وكذلك الأضرار النفسية والاجتماعية؛ حتى لا يفترسهم الانضواء أو شعور النقص والقلق الاجتماعي.

• البرنامج يجب أن يكون متعدد المستويات، مثل إيجاد فرص عمل تناسب حالته، ووضع شبكة علاقات اجتماعية، أو ما يسمى بمجموعات الدعم، وإنشاء جمعيات تضم هؤلاء الذين تعرضوا لإصابات الألغام، إضافة لإرشاد نفسي، خاصة للذين يعانون مما يسمى بـ"شدة ما بعد الصدمة".

خطة 2028

يُصنف العراق حسب الإحصاءات والتقارير الدولية والمحلية المعنية، كأكثر دول العالم تلوثا بالألغام ومخلفات الحروب غير المتفجرة؛ خاصة مع تتالي الحروب على أرضه في السنوات الأربعين الأخيرة، منها حروب الخليج الأولى والثانية والثالثة، إضافة للحرب على الإرهاب.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة البيئة، أنها بصدد وضع خطة سيتمكن العراق وفقها بحلول العام 2028، من طي هذا الملف الدامي الذي حصد ويحصد أرواح وأطراف عراقيين كثيرين.

وتدور أعداد ضحايا الألغام وفق وزارة البيئة حول رقم 30 ألفا.

لعنة الألغام اجتاحت المنطقة العربية.. كيف يمكن التخلص منها؟