حذرت نقابة أطباء السودان المركزية من خطورة استمرار اغتيال الكوادر الطبية واستهداف المستشفيات بسبب القتال الحالي بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وعدد من مدن البلاد الأخرى، والذي دخل شهره الثالث وسط مخاوف من انهيار كامل للنظام الصحي في البلاد.
واغتالت قوة مسلحة، الجمعة، أخصائي مختبرات في إحدى المستشفيات بمنطقة "الدروشاب" شمالي الخرطوم، ليرتفع عدد الضحايا من الكوادر الطبية منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل إلى نحو 23 طبيبا وعاملا في القطاع الصحي.
يأتي هذا فيما يتواصل خروج المستشفيات في العاصمة وولايات دارفور عن الخدمة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية. كما يعاني القطاع الصحي في المدن والمناطق الأقل خطورة من نقص حاد في الكوادر الطبية والإمدادات العلاجية والدوائية، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات وأيام طويلة.
ووفقا للطبيب محمد عباس، الذي يعمل في مستشفيات ولاية دارفور، فإن عددا من الكوادر الطبية تعرضوا للتهديد بأساليب مختلفة حتى داخل غرف العمليات الجراحية، مشيرا إلى مقتل عدد كبير منهم.
وأوضح عباس لموقع "سكاي نيوز عربية" أن مخازن الأدوية في مدينة الجنينة وعدد من مدن الإقليم الأخرى تتعرض لنهب مستمر.
وأضاف أن العديد من المستشفيات تعرضت لعمليات تدمير كلي أو جزئي خصوصا مستشفى مدينة الجنينة، الذي خرج عن الخدمة بشكل كامل.
وحذر عباس من كارثة صحية كبيرة في عدد من مدن إقليم دارفور بسبب تراكم جثث ضحايا الاشتباكات المستمرة هناك.
وألقت الحرب بتبعات كارثية على القطاع الصحي؛ حيث خرج نحو 70 في المئة من مستشفيات الخرطوم عن الخدمة بسبب القصف المتواصل أو نتيجة لعدم قدرة الكوادر الطبية على الوصول إلى المستشفيات أو نقص المعينات الطبية.
ويعمل الأطباء والكوادر الطبية في كل أنحاء السودان وسط ظروف كارثية بالغة التعقيد لإنقاذ المرضى والمصابين وسط انهيار شبه كامل للقطاع الصحي الذي صار مسرحا لساحات المعارك والقتال.
وقالت نقابة أطباء السودان في بيان إن "المآسي لن تتوقف طالما الحرب مستمرة بكل فداحة".
وأكدت أنها ستسعى للعمل مع حلفاء العمل الطوعي لتوفير المساعدة قدر الإمكان لإنقاذ الحالات الحرجة برغم صعوبة التواصل.