يكافح آلاف السودانيين من أجل الوصول إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج لهذا الموسم، وسط ظروف قاسية فرضتها الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي.

وبحسب إدارة الحج والعمرة السودانية، فقد تم إرسال أول فوج من الحجاج، الثلاثاء، عن طريق ميناء عثمان دقنة البحري في مدينة سواكن شرقي البلاد.

وستستمر عمليات النقل البحري خلال الأيام المقبلة، لكل الأشخاص الذين أكملوا إجراءاتهم الخاصة بأداء هذه الفريضة.

أخبار ذات صلة

آخر تطورات الأحداث في السودان.. تغطية مستمرة
"في ظل الظروف الراهنة".. حقيقة لقاء البرهان وحميدتي

مصاعب للوصول إلى مكة

  • تم قبول نحو 23600 سوداني لأداء فريضة الحج للموسم الحالي.
  • لكن مصدرا في وزارة الأوقاف السودانية تحدث لموقع "سكاي نيوز عربية"، قائلا إن "عددا كبيرا من الحجاج سيتخلفون عن الذهاب للأراضي المقدسة، لأنهم فقدوا التواصل مع إدارة الحج والعمرة، أو لفشل بعضهم في سداد الرسوم بسبب اندلاع الحرب".
  • فرضت ظروف الحرب على السودانيين السفر إلى السعودية عن طريق البحر فقط، بعد أن توقفت الملاحة الجوية نتيجة دمار مطار الخرطوم الدولي، واحتدام المواجهات العسكرية حوله.
الخرطوم تبلغ الأمم المتحدة أن مبعوثها شخص غير مرغوب فيه
  • يتعين على الحجاج من كافة أنحاء البلاد التوجه إلى مدينة بورتسودان الساحلية شرقي البلاد، ليتم تفويجهم إلى السعودية.
  • إلى جانب مخاطر الطرق المؤدية إلى بورتسودان التي تمتلئ بعصابات النهب، فإن طول المسافة إلى المدينة الساحلية دفعت أشخاصا للتخلف عن التوجه إلى الحج هذا الموسم، خاصة كبار السن، رغم إكمال إجراءاتهم منذ وقت مبكر وسداد الرسوم المطلوبة التي تقدر بنحو ما يعادل 10 آلاف ريال سعودي.

التجربة بعيون سودانية

وللحديث عن صعوبة رحلة الوصول إلى الميناء ومنه إلى السعودية، يقول علاء الدين موسى لموقع "سكاي نيوز عربية": "والدتي كانت تنوي السفر للسعودية عن طريق الجو وسددنا الرسوم المطلوبة، لكنها الآن لا تستطيع المغادرة عن طريق البحر نظرا لطول الطريق".

وأوضح: "تنتظرها مسافة تقدر بنحو 800 كلم للوصول إلى بورتسودان، وهو أمر مرهق للغاية".

وأضاف موسى: "رغم أن تكلفة الحج عبر الجو أعلى، وسددنا كامل رسومها، فإن إدارة الحج والعمرة طلبت منا السفر إلى بورتسودان على نفقتنا الخاصة، وهذه تكاليف إضافية ومبالغ طائلة ندفعها للسفر إلى الأراضي المقدسة، لكن السلطات وعدت بتعويضنا وإعادة الأموال الإضافية التي دفعناها في وقت لاحق".

الرياض: نقود جهودا للتوصل إلى هدنة أخرى في السودان

ومع ذلك، فإن الأشخاص الراغبين في التوجه إلى الحج من الخرطوم أحسن حالا ممن هم في إقليمي دارفور وكردفان غربي السودان، حيث يتعين عليهم قطع مسافة نحو 3 آلاف كلم للوصول إلى بورتسودان.

ورغم هذه الرحلة شاقة، خاصة على كبار السن، فقد بدأت رحلات الحجاج بالتحرك من مدينتي الفاشر ونيالا نحو الميناء البحري، من أجل السفر إلى السعودية.

وقال حامد عبد الله، أحد حجاج ولاية شمال دارفور، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه "اضطر إلى استغلال وسائل نقل بدائية للوصول إلى مكان تحرك الحافلات التي ستنقلهم إلى مدينة بورتسودان".

ولفت إلى أنه "يدرك صعوبة هذا المشوار، لكنه مصمم على أداء فريضة الحج هذه السنة، وهي تجربة انتظرها طوال عمره".

وأضاف: "عندما بدأنا إجراءات الحج وسددنا الرسوم المطلوبة لم تكن الحرب قد اندلعت، لذلك فإن سفرنا للسعودية ودفع هذه المبالغ لم يكن ترفا، فلو اشتعل الصراع قبل ذلك كنا أجلنا الفريضة لهذا العام، لكن نصيبنا أن نؤديها وسط هذه الظروف ونأمل أن تكون فرصة للتضرع بالدعاء لبلادنا وأهلها".

أخبار ذات صلة

تفاصيل معركة مستودع اليرموك بين الجيش السوداني والدعم السريع
فاجعة دار الأيتام في السودان.. قرار دولي يسطر نهاية المأساة

وقال عبد الرحمن، الذي يسعى أيضا لأداء فريضة الحج، إنه "تحرك برفقة 3 آخرين من عائلته من ولاية غرب كردفان إلى بورتسودان، ورافقهم مسؤولون من إدارة الحج والعمرة الولائية عبر حافلات".

وتابع لموقع "سكاي نيوز عربية: "نتخوف كثيرا من الطريق حيث تنتشر عصابات النهب المسلح، إلى جانب الاشتباكات العسكرية في بعض المواقع".

واستطرد: "الوضع سيء للغاية، لكننا وضعنا نية الحج منذ سنوات وكان نصيبنا أن نتوجه إلى مكة في هذه الظروف العصيبة. ثقتنا في الله كبيرة بأن نصل إلى هناك ونسأله أن يزيل هذه المحنة عن وطننا".

ويعيش السودان مأساة إنسانية من جراء الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى. كما توفقت الحياة بشكل كامل في الخرطوم نتيجة استمرار المواجهات الدامية.