بعد أكثر من 60 سنة على استقلالها عن فرنسا، استطاعت الجزائر نزع 9 ملايين لغم وتطهيرَ ما يزيد على 50 ألف هكتار منها.
وعرضت الجزائر تجربتها في ملتقى دولي بمشاركة نحو 50 دولة أفريقية حول نزع الألغام احتضنته العاصمة الجزائر.
وكان الملتقى كان فرصة للبلد المضيف لعرض تجربته في هذا المجال ولترسيخ البعد الأفريقي المبني على الارتباط بكل ما يهم القارة الأفريقية، التي تعاني هي الأخرى إلى اليوم من مخلفات استعمارية أو صراعات حالية تنتشر فيها حقول الموت التي تشكل خطرا على الشعوب.
يقول العقيد مسعودي رشيد، الأمين العام التنفيذي للجنة الوزارية المشتركة المكلفة بمتابعة تنفيذ اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد: "منذ 2004 إلى نهاية البرنامج سنة 2016، انتزعنا ما يقارب المليون لغم بدون أي حادث مما يوحي إلى المهنية الكبيرة التي يتحلي بها رجال الهندسة العسكرية في الجيش".
ويضيف: "هذه التجربة ارتأينا أن نقاسمها مع إخواننا الأفارقة والعرب الحاضرين في هذا الملتقي من أجل الوصول إلى قارة أفريقية خالية من الألغام".
واستطاعت الجزائر، التي ورثت نحو 11 مليون لغم من الاستعمار الفرنسي، نزع 9 ملايين منها وتطهير أكثر من 50 ألف هكتار.
وكان يمكن تفادي سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في حال استلمت الجزائر خرائط الألغام من فرنسا.
من جهته، يقول عمار منصوري، الباحث في الهندسة النووية: "تم استرجاع خرائط في العشرين من أكتوبر 2007، ولكن بعد فوات الأوان لأن هذه الألغام تتحرك.. أي هناك انزلاق للتربة.. هناك الرياح والرمال وغيرها.. يعني هي ألغام ليست في مكانها المحدد ولهذا فإن هذه الخرائط لا جدوى ولا معنى لها رغم أنه كان على فرنسا أن تقدم لنا هذه الخرائط خلال الاستقلال".
وقد أبدت الجزائر استعدادها لمد يد العون للمجتمع الدولي لرفع تحدي إزالة الألغام المضادة للأفراد خاصة في إطار العمل الأفريقي المشترك.
نحو 8 آلاف ضحية للألغام التي زرعها الاحتلال الفرنسي سجلتها السلطات الجزائرية حتى الآن.
غير أن ملف تعويض المصابين يبقى من أهم الملفات المطروحة بين البلدين الى اليوم.