استيقظ الأردنيون على أنباء ومشاهد مفزعة جراء الهطول الغزير للأمطار وحبات البرد الكبيرة مع حالة عدم الاستقرار الجوي الذي تشهده البلاد، ما أدى لتشكل سيول جارفة سببت أضرارا جسيمة في مناطق متفرقة من المملكة.
الكوارث جاءت تباعا، بدأت بوفاة شخص ونجاة آخر بعدما داهمت السيول مركبتهم في منطقة الشامية بمحافظة العقبة جنوبي البلاد.
وقال الناطق باسم الأمن الأردني العقيد عامر السرطاوي إن كوادر الإنقاذ، الأحد، عملت على إنقاذ أحد الأشخاص، فيما واصلت البحث طوال الليلة الماضية عن الشخص الآخر ضمن عملية تمشيط واسعة لمجرى السيل حتى تم العثور عليه فجر الإثنين متوفياً.
فقدان طفل.. وجهود الإنقاذ مستمرة
على الجهة المقابلة من البلاد، فُقد طفل بعمر 13 عاما وجرفت 7 مركبات، صباح الإثنين، في محافظة الزرقاء.
وأكد محافظ الزرقاء حسن الجبور، أن السيول الجارفة في منطقة أبو الزيغان في لواء الهاشمية، تسببت بفقدان طفل يبلغ من العمر (13 عاما) من رعاة الأغنام، وانجراف 7 مركبات.
وقالت مديرية الأمن العام إن بلاغا ورد لدى غرفة عمليات شرطة ودفاع مدني الزرقاء يفيد بفقدان طفل يبلغ من العمر 13 عاما بمنطقة السخنة في محافظة الزرقاء، حيث بدأت الفرق المتخصصة بتمشيط المنطقة، كما بدأ غطاسو الدفاع المدني بعمليات تمشيط وتفتيش في مجرى السيل والبرك التي تشكلت بفعل مياه الامطار.
وتداول الأردنيون مشاهد مرعبة للسيول في المنطقة، أظهرت جرف السيول لسيارات كبيرة "تنكات مياه" ومناشدات لانقاذ الطفل.
حبات كبيرة من البرد وتحطيم المركبات
في ذات السياق وثّق الأردنيون عبر مقاطع فيديو حجم الضرر الذي خلفته حبات البرد الكبيرة على مركباتهم من تحطيم للزجاج وأضرار أخرى على جسم المركبات.
كما أظهرت مقاطع فيديو ازداحما على محلات إصلاح وتبديل الزجاج ومحال إصلاح المركبات "السمكري" جراء الضرر الواقع على مركباتهم.
من جهته، كشف رئيس النقابة العامة لأصحاب المهن الميكانيكية الأردنية جميل أبو رحمة، عن إقبال غير مسبوق تشهده محلات زجاج المركبات ومحلات "تجليس البودي"، بعد عاصفة البرد التي ضربت العاصمة عمان، وعدة مناطق في المملكة صباح اليوم الاثنين.
وكانت تضررت مركبات بتحطم الزجاج الأمامي أو الخلفي، إضافة إلى تأثر أجسام المركبات جراء قوة البرد وكبر حجم حباته، الأمر الذي دفع بالكثيرين لإصلاحها.
وقال أبو رحمة إن أسعار زجاج المركبات تبدأ من 40 دينارا، وتختلف أسعارها وفقا للأصناف ومصادرها، مشيرا إلى أن الأسعار ضمن مستوياتها المعتادة.
سبب الحجم الكبير لحبات البرد
أوضح مدير إدارة الأرصاد الجوية الأردنية بالوكالة عبد المنعم القرالة، أن الفروقات الحرارية في طبقات الجو العليا والسطحية والرطوبة واشتداد حالة عدم الاستقرار، هي سبب ما شهدته المملكة من زخات "البرد بأحجام كبيرة" ما أدى لتكسير بعض زجاج المركبات في شوارع عمان، محذرا من احتمالية تكرار هذه الحالة اليوم.
التحذيرات مستمرة
وأوضح القرالة أن التحذيرات من السيول لا تزال مستمرة اليوم، في مناطق مختلفة من المملكة، تحديدًا المناطق الجنوبية والشرقية حيث يتوقع هطول أمطار غزيرة في أماكن مختلفة من المملكة، تؤدي إلى تشكّل السيول في الأودية والمناطق المنخفضة، متوقعا حدوث عواصف رعدية وتساقط زخات من البرد، إضافة إلى رياح جنوبية شرقية إلى جنوبية غربية نشطة السرعة مع هبات قوية أحيانا تثير الغبار في مناطق البادية التي لم تشهد هطولات مطرية.
ودعا المواطنين إلى الابتعاد عن مجاري السيول وعدم المجازفة بقطع مجاري السيول وأماكن تجمع الأمطار بالمركبات حفاظاً على أرواحهم وممتلكاتهم، إضافة إلى حماية انفسهم من حبات البرد، التي قد تكون شديدة في بعض المناطق، ولاسيما الجنوبية والشرقية من المملكة.
من جهتها، جددت مديرية الأمن العام تحذيراتها بعدم الاقتراب من مجاري السيول والأودية وعدم قطعها سواء سيراً على الأقدام أو بالمركبات.
انحسار المنخفض
ووفقا لإدارة الأرصاد الجوية الأردنية يتراجع تدريجيا تأثير حالة عدم الاستقرار الجوي مساء اليوم، وتتناقص كميات الغيوم وتضعف سرعة الرياح، وتسود أجواء لطيفة الحرارة في أغلب المناطق، ومعتدلة في الأغوار والبحر الميت والعقبة، مع بقاء الفرصة مهيأة في اجزاء من المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية من المملكة لسقوط زخات متفرقة من المطر قد يصحبها الرعد أحياناً، وتكون الرياح شمالية غربية معتدلة السرعة تنشط احياناً في شرق المملكة.
30 مليون متر مكعب دخلت السدود
في ذات السياق قالت "وزارة المياه والري/ سلطة وادي الأردن" إن الأمطار الهاطلة خلال الساعات الـ24 الماضية رفدت السدود بنحو 30 مليون متر مكعب لترفع التخزين الكلي في السدود الى 132,885 مليون م3 من طاقتها التخزينية الكلية البالغة 280,759 مليون م3 بنسبة تخزين 47,33%.