يجتاح الغضب مدينة الزاوية غربي ليبيا، بعد العثور على جثة شاب مخطوف ملقاة على شاطئ البحر، في تكرار لهذا النوع من الجرائم التي يظن أهالي أن هدفها هو "ترويعهم"، للكف عن معارضة انتشار الميليشيات والمرتزقة الأجانب في المدينة.
وفي تقدير محلل سياسي ليبي تحدث لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن هذه الجرائم التي تستهدف الأهالي، "لن تتوقف إلا إذا استمرت انتفاضتهم" ضد ما وصفه بـ"الشراكات مع الميليشيات"، في إشارة للتعاون القائم بين أجهزة حكومية والجماعات المسلحة التي تنشر الفساد في غرب ليبيا.
تسلسل الأحداث
- خطف مجهولون الشاب أحمد العربي الخدراوي، صباح السبت، من محل عمله الواقع في عمارات البودرية، على بعد أمتار قليلة عن المقرات الحكومية ومديرية الأمن في المدينة، ثم اقتادوه إلى جهة مجهولة.
- أقدمت عائلته وأصدقاؤه على قطع الطريق الساحلي عند البوابة الشرقية للمدينة؛ احتجاجا على الخطف، قبل أن يتدخل وجهاء وأعيان لإقناعهم بإنهاء احتجاجهم.
- صباح الأحد، عثر الأهالي على جثة الخدراوي ملقاة على شاطئ قرية "جود دائم" شرق المدينة، وعليها آثار تعذيب.
- مصادر محلية قالت إن أهله وأصدقائه عادوا للاحتجاج مجددا بعد العثور على فقيدهم مقتولا ومعذبا، خاصة أنها حالة جديدة تضاف إلى جرائم القتل العديدة التي شهدتها الزاوية الفترة الأخيرة.
محاولة لترويع الأهالي
- في نعي أصدقاء الخدراوي له، أكدوا أنه "لم يكن منخرطا في أنشطة لمجموعات مسلحة أو ميليشيات"، لافتين إلى أنه لم تتضح بعد الدوافع التي دفعت استهدافه بشخصه.
- الشاب كان يدرس في كلية الاقتصاد بجامعة الزاوية، وفق الأستاذ بقسم المحاسبة في الكلية عبد الفتاح المرخي، الذي أكد أنه كان "بشوشا ومعروفا بحسن السير والأخلاق الحميدة".
- ما يؤكد أن الجريمة لم تكن لغرض السرقة أو طلب فدية، ما أظهرته مشاهد التقطتها كاميرا مراقبة في محل الشاب لواقعة الخطف، حيث اقتاده ملثمون إلى الخارج تحت تهديد السلاح، قبل أن يلتقطوا هاتفه المحمول ويغادرون المكان على عجل، دون أن يسطوا على المكان، ولم يتواصلوا مع أهله لطلب مبلغ مالي، وفق مصادر محلية.
- رجحت المصادر أن تكون الجريمة "ضمن جرائم قتل وخطف أخرى هدفها ترويع الأهالي؛ لإسكاتهم بعد انتفاضتهم ضد تردي الأوضاع الأمنية في مدينتهم على يد الميليشيات والمرتزقة".
"شراكات مع ميليشيات"
تواجه الحكومة منتهية الولاية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها طرابلس، اتهامات بالتقصير في الملف الأمني بالمنطقة الغربية بشكل عام، وفي الزاوية تحديدا، بتعبير الباحث السياسي الليبي محمد قشوط.
قشوط اعتبر أن "قيام الدولة لا يمكن في ظل نظام الشراكات مع الميليشيات"، مضيفا: "التدهور التام في الأوضاع الأمنية بالزاوية يؤكد أنه لا حل سوى بإطلاق حرب تحرير للمدينة من المجموعات التي تفسد فيها. المدينة تجاوزت مرحلة العبث، وأصبحت غارقة تماما في الجريمة".