اندلعت مواجهات عنيفة وسط الزاوية غربي ليبيا، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أسفر عن سقوط قتلى، وعائلات عالقة وسط المواجهات.
ووسط تكرار هذه الحوادث بين الميليشيات يستبعد كاتبان ليبيان في تعليقهما لموقع "سكاي نيوز عربية" توقفا قريبا للصراع المسلح، طالما غابت دولة المؤسسات الوطنية.
ماذا يجري في الزاوية؟
- قتل شخصان على الأقل خلال المواجهات الدائرة منذ ساعة متأخرة من ليل الخميس، بحسب جهاز الإسعاف والطوارئ الذي أعلن "حالة النفير" في جميع فروعه الممتدة من الزاوية وإلى العجيلات التي تبعد عنها نحو 40 كيلومترا.
- رفعت مصادر أهلية عدد القتلى إلى 3 أشخاص، بالإضافة إلى وقوع 8 مصابين بينهم امرأة وطفل، فيما اندلعت النيران نتيجة المواجهات داخل أسوار مستوصف ضي الهلال بالمنطقة التي تحمل نفس الاسم، والتي تشهد الاشتباكات.
- ناشد جهاز الإسعاف جميع الأطراف في المدينة وقف إطلاق النار؛ كي يتمكن من إخراج العائلات العالقة في مناطق الاشتباكات، كما خصص أرقام تواصل من أجل تلقي استغاثاتهم.
- في حين تمكن الهلال الأحمر الليبي من إخراج بعض تلك العائلات، إلا أن عدم التوصل إلى وقف إطلاق نار يعرقل من تلك الجهود، وحث الهلال الأحمر الأطراف المتنازعة على التوصل إلى الهدنة حتى يتمكن من إخراج العائلات المحاصرة من مناطق النزاع.
- كما نبه الهلال الأحمر إلى أن المتطوعين والجهات الطبية والطبية المساعدة والإسعاف ليسوا موضع استهداف، مناشدا الأطراف المتنازعـة تسهيل المهمة على فريق الطوارئ لإخراج العائلات العالقة.
من أشعل القتال؟
تضاربت الأنباء حول الجهات المتورطة في الاشتباكات، وإن اتفقت جميعها على أن أحد أطرافها قوة تابعة للميليشياوي مختار الجحاوي، حيث تحدث شهود عيان عن مقتل أحد أفراد القوة، فيما لم يتحدد بعد الجهات الأخرى المشاركة في المواجهة.
وتشهد مدينة الزاوية اضطرابات واقتتال متكرر، وسط حالة انفلات أمني شامل، حيث دارت المواجهات فيها بين مجموعات مسلحة في أكثر من 3 وقائع خلال آخر 6 أشهر.
وكان الفارق في الأحداث خلال الفترة الأخيرة هو تداول مقاطع فيديو لعمليات تعذيب شباب على يد مرتزقة تابعين لميليشيات مسلحة في المدينة، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات واسعة منذ نهاية شهر أبريل، طالبت بطرد مقار المجموعات المسلحة وتطهير المدينة من أوكار بيع المخدرات ومداهمة مواقع تهريب الوقود والبشر.
غارقة في الجريمة
نتيجة للفوضى المستمرة أصبحت المدينة "غارقة في الجريمة"، وتحتاج جهدا أمنيا كبير من أجل "تحريرها" من كل مظاهر العبث التي تشهدها حاليا، بتعبير الباحث السياسي الليبي محمد قشوط.
وتدور المواجهات في المدينة بين الميليشيات في منطقة الشرفاء، والمدينة نفسها لا تبعد أكثر من 40 كيلومترا عن العاصمة طرابلس، التي يوجد بها الحكومة المنتهية ولايتها بقيادة عبد الحميد الدبيبة.
وبنبرة مشوبة بالدهشة والمرارة يقول قشوط، إن تلك الحكومة قدمت مبادرة لوقف القتال والصراع الدائر في السودان، لكنها لم تنظر في أمر الزاوية التي لا تبعد عنها كثيرا.
وأيا كان السبب المباشر للحادث الأخير، يحمل الكاتب الليبي محمد بعيو المسؤولية الأساسية لتعدد الولاءات السياسية والانقسامات القبلية التي سمحت بوجود ميليشيات تروع الأهالي.
ولا ينتظر بعيو هدوءا واستقرارا قريبا في المدينة، أو غرب ليبيا عامة، طالما بقيت الدولة الوطنية التي تحتكر السلاح غائبة، ويبقى الحل في انتفاضة أبناء المدينة صد هذه الميليشيات.
وانتشرت فوضى الميليشيات منذ انحلال المؤسسات الرسمية وانتشار الفوضى في البلاد عام 2011، وسقوطها في يد ميليشيات قسمت مدن غرب ليبيا إلى مناطق نفوذ، ثم تصارعت عليها.