بخيمة بسيطة، تصدح منها موسيقى تميل إلى الحماس في أقصى جنوب للعاصمة الموريتانية نواكشوط، تخوض هابي بنت رباح حملتها الانتخابية للبرلمان.
وتظهر صورة هابي في لافتة وضعت أمام الخيمة، بملامح يعتريها الفتور، تؤكد أنها لم تتجاوز كابوس الاسترقاق بشكل نهائي، فيما يساند هابي في حملتها، مجموعة من النساء اللائي أكدن أنها ستكون "صوتا للحق"..
ولدت هابي في إحدى المنطاق الداخلية بموريتانيا، حيث نشأت وترعرعت في أغلال العبودية، على غرار والديها، وإخوتها.
وتعرضت هابي لمختلف أنواع التعنيف، والتعذيب، من طرف مستعبديها. وكانت هابي تمارس خلال فترة الاسترقاق، "رعي الماشية، وجلب الحطب من الفلاة، وجلب الماء من البئر".
وتقول هابي لموقع سكاي نيوز عربية: "بعد وفاة والدي، نجح أحد إخوتي في التخلص من أغلال العبودية، وكان يزورني بعد ذلك بين الفينة والأخرى".
تضيف السيدة "بعد فترة، أبلغ إحدى الحركات الناشطة في مجال حقوق الإنسان، "حركة إيرا"، بوضعيتي. والآن أنا حرة بفضل ذلك."
معاناة بعد التحرر
رغم نشوة الحرية التي تلازمها بعد سنوات من الاسترقاق، تعيش هابي في بيئة تنهشها "الصعوبات" في الظروف المعيشية.
وترى أن الوضعية التي تعيشها حاليا، تتطلب الكثير من العمل، من أجل حصولها "على كافة حقوقها".
وانطلاقا من ذلك، قررت هابي بملء إرادتها الترشح للسباق البرلماني المقرر إجراؤه يوم 13 يناير الجاري.
وتوضح هابي أنها قررت "الترشح من أجل أن تكون صوتا لضحايا الاسترقاق".
وتؤكد أن حالات "الاسترقاق في موريتانيا لا تزال موجودة، وبشكل كبير".
وأشارت إلى أنها "ستكون بشكل عام، صوتا للمظلموين من كافة شرائح المجتمع."
طموح لتحقيق المساواة
تحقيق المساواة بين كافة أفراد الشعب الموريتاني، يتصدر برنامج هابي الانتخابي، الذي تسعى من خلال إلى كسب ود الناخبين.
وتؤكد أن ذلك هو كل ما تطمح لتحقيقه في حاله وصلت إلى قبة البرلمان.
وتعتمد هابي في يوم الاقتراع، على المهمشين، ومناصري قضايا حقوق الإنسان، من أجل الظفر بمقعد في البرلمان.
وأعربت هابي في حديثها لسكاي نيوز عربية، عن أملها في كسب هذه الاستحقاقات.
وتم ترشيح هابي، من طرف زعيم حركة "إيرا" بيرام الداه اعبيد، النائب في البرلمان "الذي تم حله".
الناشطون في مجال حقوق الإنسان، أشادوا بترشيح هابي على رأس اللائحة الوطنية للنساء، خاصة أنها عاشت في الاسترقاق، مايزيد على أكثر من 30 سنة.
واعتبروا ذلك خطوة موفقة، وردا للاعتبار لإنسانيتها التي اضطهدتها العبودية. ومن بين هؤلاء، الناشط الحقوقي عبد الله ولد ابنو.
ويقول عبد الله لـ"سكاي نيوز عربية": "ترشيح هابي يحمل عدة رسائل للاستعباديين، والعنصريين، وللذين لايؤمنون بالبشرية، وبحقوقها".
ويضيف "لقد تعرضت هابي لأبشع أنواع التعذيب لعدة عقود، ولم يكن لها أي حقوق، وفي حال تم انتخابها خلال هذه الاستحقاقات، سيكون ذلك أكبر إنجاز للانعتاقيين .. من الضروري أن تصل هابي من أغلال العبودية، إلى غرفة تشريعية، وسيكون ذلك نصرة لضحايا الاضطهاد."