لا يستطيع الجلوس أوالوقوف، ولا يمكنه استخدام يديه، مثل قدميه اللتين استسلمتا للإعاقة. بهذه الوضعية، يستعد السالك ولد محمد الملقب ب "الالي" لخوض المنافسة على مقاعد في البرلمان، متحديا إعاقته التي ولدت معه.
ولد الالي في عام 1992 معاقا، في إحدى المناطق الداخلية بموريتانيا، ولم تكن الإعاقة قاسية معه في طفولته، إذ كان يستطيع الجلوس، ومع تقدمه في العمر، بدأت عظامه تتصلب، ليعجز بذلك عن الحركة.
واهتم الالي بالسياسة مبكرا، حيث انتسب لأحد أبرز الأحزاب المعارضة في البلاد. وأصبح، من أبرز المؤثرين على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ويتابعه أكثر من 90 ألف شخص.
ومكنته شهرته على "الفيسبوك"، من تقاضي مبالغ نقدية معتبرة، بعدما حرمته الإعاقة من العمل.
يقول الالي لموقع "سكاي نيوز عربية": "دعمت عائلتي فكرة ترشحي للبرلمان، وحين أعلنتها على "الفيسبوك"، اتصل علي الحزب الذي انتسب له دعما لهذه الخطوة، كنت أطمح أن أصل إلى مراكز صنع القرار، لأنني مهووس بالسياسة".
يضيف: "سيكون ذوو الاحتياجات الخاصة هم قضيتي الأولى في حال تم انتخابي، لأنني أعلم جيدا ما تتعرض له هذه الشريحة من تهميش، وإقصاء، وتنمر مثل ما كان يحدث معي.. سأكون صوتا لجميع المهمشين، وسأستمر في ممارسة السياسة، حتى لو لم يتم انتخابي."
مقعدان لذوي الاحتياجات
مع بداية العام الجاري، أجاز البرلمان الموريتاني تعديلات على عدد من مشاريع القوانين المتعلقة للانتخابات، وذلك في إطار الاتفاق السياسي الموقع بين الحكومة، والأحزاب السياسية، الذي وقع خلال شهر سبتمبر الماضي.
وشملت التعديلات، إضافة لائحة وطنية جديدة للشباب، من 11 مقعدا، من ضمنها مقعدان على الأقل لذوي الاحتياجات الخاصة. وعلى إثر ذلك، احتمدت المنافسة على هذين المقعدين، خاصة بين المؤثرين من هذه الشريحة.
ومن بين المتنافسين، سيدأحمد ولد عالي "47 سنة"، الذي ولد بإعاقة في اليدين، وفي إحدى قدميه. ويمتهن سيدأحمد الإعلام، متعاونا مع إحدى وسائل الإعلام العمومي، وبدأ الانخراط في السياسة منذ أشهر.
ويقول سيدأحمد لـ"سكاي نيوز عربية": إنه ترشح "من قناعته الشخصية، عبر حزب لديه مشروع سياسي جاد."
ويشير سيد أحمد، إلى أن احتمال "كسبه لهذه الانتخابات ضئيل بسبب المنافسة، وقد قرر خوض هذه المغامرة رغم ذلك."
ويضيف في حديثه أنه "سيستمر في السياسية، حتى لو لم يتم انتخابه، من أجل الدفاع عن البسطاء، وذوي الاحتياجات، على وجه الخصوص."
مقعدان لا يكفيان
تخصيص مقعدين فقط في البرلمان لهذه الشريحة المنسية على الهامش، لايكفي بحسب بعض المشاركين في هذه الاستحقاقات، الذين تحدثوا لموقع سكاي نيوز عربية.
ومن بين هؤلاء، محمد أحمد إسلم، الذي لم تمنعه إعاقته من إداة مؤسسة إعلامية "إلكترونية"، ومن ممارسة السياسة التي انخرط من أكثر من 10 سنوات.
وتعرض ولد إسلمو لإعاقة بعد عامين من والدته، نتيجة لعدم تلقيحه ضد "شلل الأطفال".
ويقول ولد إسلمو لموقع "سكاي نيوز عربية": "مقعدان لا يكفيان لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة التي تمثل نسبة كبيرة من المجتمع المووريتاني. وكان من العدل أن يخصص لها على الأقل 5 مقاعد فما فوق".
وأضاف "أسعى من خلال ترشحي لهذه الانتخابات، لرفع كلمة المظلومين، وذوي الاحتياجات بشكل خاص.. كما أسعى في حال تم انتخابي، إلى إيصالهم إلى مراكز صنع القرار، وإلى المكانة التي يستحقونها."
وكانت الحملة الانتخابية للنيابيات والبلدلية والجهوية، قد انطلقت يوم 28 إبريل المنصرم، بمشاركة 25 حزبا سياسيا. ومن المقرر أن يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع للتصويت، يوم السبت الموفق لـ 13 من شهر مايو الجاري.