تشهد حركة التجارة البينية بين مصر والسودان شللا شبه تام، مع استمرار تكدس الشاحنات المحملة بالبضائع في محيط معبري قسطل وأرقين من الجانب المصري، وهو ما قد يعرض بعض أنواع البضائع للتلف كما يهدد سلامة بضائع أخرى تحتوي بعضها على مواد كيماوية.
قرار السماح لهذه الشاحنات بالعبور ينتظره هؤلاء السائقون منذ نحو أسبوعين وقد يطول انتظارهم إلى أجل غير مسمى وفقا لتطورات الأوضاع في السودان.
مواد بناء تحتاجها السوق السودانية لإعادة إعمار ما خلفته الاشتباكات من دمار، ومواد غذائية قابلة للتلف في هذه الظروف المناخية، هي أبرز ما تحويه هذه الشاحنات من بضائع.
لكن أخطر ما في هذه الحمولات مواد طلاء قابلة للاشتعال معرضة لحرارة الشمس طوال ساعات النهار، لذا اتخذ سائقو هذه الشاحنات لأنفسهم موقعا منعزلا عن باقي الشاحنات.
ولما طالت مدة بقاء السائقين هنا باتوا يعتمدون على أنفسهم كلية في تدبير كافة احتياجاتهم المعيشية اليومية وسط ظروف مناخية صعبة وحالة من عدم اليقين بشأن مصير هذه الرحلة المتعطلة.
بتعطل هذه الشاحنات تنضم حركة التجارة البينية بين مصر والسودان إلى قائمة ضحايا الحرب السودانية الداخلية التي ترتفع فواتيرها الباهظة يوما بعد آخر لتمتد إلى المستوى التجاري ما يهدد بتفاقم تعطش الأسواق السودانية والمصرية على السواء.