أعادت الأزمة السودانية الحديث بشأن ملف الهجرة غير الشرعية إلى الواجهة مرة أخرى، في ظل الحديث عن المخاوف من حدوث نزوح لمئات الآلاف من السودانيين إلى دول الجوار، قد تؤدي إلى زيادة نشاط الهجرة غير الشرعية نحو الشواطئ الأوروبية.
أعلنت إيطاليا منذ منتصف الشهر الماضي حالة الطوارئ لمواجهة ازدياد معدلات الهجرة غير الشرعية، بينما تعمل السلطات الليبية على ضبط الحدود مع السودان لمراقبة حركة النزوح، حيث تعد ليبيا واحدة من أهم دول العبور نحو الاتحاد الأوروبي.
قبل أيام، أعلن الهلال الأحمر الليبي، انتشال جثث 11 مهاجرا قبالة ساحل مدينة صبراتة غرب البلاد، ليرتفع عدد الجثث التي انتشلت خلال الأيام الماضية إلى 34، عقب غرق قارب يقل عشرات المهاجرين في البحر المتوسط.
يرى خبراء تحدث إليهم موقع "سكاي نيوز عربية"، أن الأزمة السودانية قد تؤدي إلى زيادة معدلات الهجرة غير الشرعية في حالة عدم التوصل لاتفاق ينهي القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
بسبب الاشتباكات، فر عشرات الآلاف، من بينهم سودانيون ومواطنون من بلدان مجاورة، في الأيام القليلة الماضية، إلى دول مثل مصر وتشاد وجنوب السودان، رغم حالة عدم الاستقرار والظروف المعيشية الصعبة هناك.
تحذير ليبي
حذر اللواء رافع البرغثي، رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية شرقي ليبيا، من تداعيات الأزمة السودانية، ويضيف:
- استمرار الأوضاع في السودان يضاعف عمليات النزوح باتجاه الحدود الليبية.
- المئات من السودانيين وصلوا إلى الحدود الليبية مع السودان (جنوبي ليبيا)، بشكل فردي، في ظل توقعات بارتفاع الأعداد حال استمرار الحرب.
- استمرار الوضع السيئ في السودان يترتب عليه الكثير من المخاطر، خاصة فيما يتعلق بعمليات النزوح والهجرة باتجاه دول الجوار.
- القوات المسلحة الليبية تسيطر على الحدود مع السودان حتى الآن، بما يجعل الأوضاع "تحت السيطرة" حتى يومه.
- زيادة وتيرة الهجرة غير الشرعية في الآونة الأخيرة وظهور العديد من الجثث على شواطئ ليبيا وتونس.
- الجهود المبذولة تحد من زيادة الأعداد لكنه يصعب القضاء على الظاهرة كونها عابرة للحدود.
كما أصدر جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، تعليمات بشأن تكثيف عمل الدوريات الأمنية على الحدود مع السودان، وكذلك دعم التمركز الأمني بمنفذ العوينات البري جنوب شرق ليبيا، بما يسهم في حفظ الأمن على الحدود الليبية-السودانية.
طوارئ في إيطاليا
أعلنت الحكومة الإيطالية، منتصف أبريل الماضي، حالة الطوارئ في عموم البلاد لمدة 6 أشهر، لمواجهة أزمة الهجرة غير النظامية المتدفقة بازدياد على حدودها خلال الفترة الأخيرة.
قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إن مجلس الوزراء قرر إعلان حالة الطوارئ بخصوص الهجرة "للانتقال إلى إدارة أكثر فاعلية لتدفق المهاجرين والاستجابة للحالات المتعلقة بها في التوقيت المناسب."
من جانبه، ذكر مكتب رئاسة الوزراء الإيطالية في بيان، أن هذه الخطوة تأتي جراء التدفق الكبير للمهاجرين إلى حدود البلاد خلال الفترة الأخيرة، واكتظاظ مراكز استقبال المهاجرين، وسط توقعات بازدياد حركة الهجرة خلال الفترة المقبلة.
مخاوف أوروبية
الخبير القبرصي إيوانيس يوانو، كشف لموقع "سكاي نيوز عربية"، المخاوف الأوروبية من تزايد أنشطة الهجرة غير الشرعية نحو دول الاتحاد عبر البحر المتوسط، ويوضح:
- الاتحاد الأوروبي يخشى أن تؤدي الأزمة السودانية إلى موجة نزوح جماعي تؤدي إلى زيادة معدلات الهجرة غير الشرعية.
- تشير التقديرات إلى أن استمرار الصراع قد يؤدي إلى نزوح قرابة 800 ألف سوداني إلى دول الجوار.
- الوصول إلى حل سريع للأزمة يساعد في تقليل مخاطر تأثيرها على الهجرة غير الشرعية.
- الدبلوماسية الأوروبية تسعى إلى تقارب وجهات النظر بين القوتين المتصارعتين.