بعد نحو أسبوع من مقتل الإثيوبية إيما مع أطفالها الثلاثة بسبب قصف طال مسكنهم في العاصمة السودانية الخرطوم، الذي وصلوا إليه قبل نحو عامين هربا من الحرب في بلادهم، أجبر القتال العنيف الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، الطبيب السوداني مروان سليمان إلى الفرار مع عائلته إلى إثيوبيا بحثا عن الأمان هناك، لكنه توفي الأحد في حادث سير قبل وصوله إلى العاصمة أديس أبابا.
ومع دخول الحرب في السودان أسبوعها الثالث، يسمع الناس كل يوم العديد من الروايات التي تحكي معاناة السودانيين الفارين من القتال أو الأجانب الذين عاشوا في السودان سنين طويلة بعد أن أجبرتهم ظروف الحروب في بلادهم على اللجوء إلى السودان، ومن بينهم إثيوبيون ويمنيون وسوريون، إضافة إلى مواطني دولة جنوب السودان، التي انفصلت عن الوطن الأم قبل نحو 12 عاما.
ومثل سليمان، أدت الحرب الحالية إلى فرار عشرات الآلاف من السودانيين إلى بلدان مجاورة مثل إثيوبيا، التي لا يزال مئات الآلاف من سكانها يعيشون في السودان هربا من الحروب هناك أيضا.
وعلى الرغم من توقيع اتفاق سلام في نوفمبر 2022 لوقف الحرب في إقليم تيغراي الإثيوبي، إلا أن أكثر من مليون إثيوبي لا يزالون يعيشون في السودان، ويواجهون تداعيات القتال الحالي في الخرطوم وعدد من مدن البلاد الأخرى.
وبالتوازي مع بدء عمليات إجلاء الأجانب من الخرطوم الأسبوع الماضي، تزايدت حدة نزوح السودانيين أيضا، إذ أججت عمليات الإجلاء الواسعة شعورا لدى الكثيرين بأن أمد الحرب سيطول وأن تداعياتها الأمنية والإنسانية ستتسع بشكل أكبر.
لكن في الجانب الآخر، تبدو عملية الخروج من السودان في حد ذاتها مليئة بالمخاطر.
وفي هذا السياق، يقول ياسر الأمين، نائب الأمين العام للمكتب التنفيذي للجالية السودانية في إثيوبيا لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هنالك العديد من المشكلات التي تواجه السودانيين الفارين إلى إثيوبيا سواء تلك التي تتعلق بإجراءات الدخول وغيرها من المصاعب التي يواجهها القادمون الجدد والعالقون منذ وقوع القتال، والذين وجدوا صعوبة كبيرة في العودة إلى الخرطوم.
ويؤكد الأمين أن الجالية السودانية في إثيوبيا تعمل على مدار الساعة على المساعدة في حل المشكلات التي يواجهها الفارون إلى إثيوبيا وتسهيل معاملاتهم بالتعاون مع الجهات المختصة.
ومع سقوط الآلاف بين جريح وقتيل، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان وتجعل الكثيرين أمام خيارات صعبة إما المجازفة ومواجهة مصير ربما يكون أكثر سوءا مثل الذي واجهته عائلة مروان، أو انتظار مصير آخر مثل مصير عائلة الإثيوبية إيما.