أعلن الجيش أنه دمر القدرة القتالية لقوات الدعم السريع بنسبة 45 إلى 55 بالمئة، بعد 15 يوما من القتال في السودان بين الطرفين.
وقال الجيش في بيان، الإثنين، إن "الأوضاع مستقرة في جميع ولايات السودان"، مضيفا: "تمكنت قواتنا خلال 15 يوم قتال من تخفيض قدراته القتالية بنسبة 40 إلى 55 بالمئة".
وأكد الجيش "إحباط تحركات لتعزيزات عسكرية للمتمردين (قوات الدعم السريع) متقدمة من اتجاه الغرب، ووقف تقدم قوة أخرى قادمة من الحدود الشمالية الغربية، ومجموعة ثالثة متجهة من الباقير إلى جبل أولياء".
ومع دخول الصراع المدمر أسبوعه الثالث، تعالت أصوات الاشتباكات في الخرطوم صباح الإثنين، وحذرت الأمم المتحدة من "لحظة انهيار" إنسانية بينما يتبادل الطرفان المتناحران اتهامات خرق الهدنة.
وسقط مئات القتلى وآلاف المصابين منذ أن تحولت صراعات قديمة على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى معارك ضارية في 15 أبريل الماضي.
ويعصف العنف بالعاصمة الخرطوم ومنطقة دارفور غرب البلاد، رغم عدة تعهدات لوقف إطلاق النار.
وأعلن الجانبان موافقتهما على تمديد الهدنة التي كان من المقرر أن تنتهي عند منتصف ليلة الأحد، لمدة 72 ساعة، في خطوة قالت قوات الدعم السريع إنها جاءت "استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية".
وقال الجيش إنه يأمل في أن يلتزم من وصفهم بأنهم "متمردون" بمتطلبات تنفيذ الهدنة، رغم رصد نوايا لمحاولة الهجوم على بعض المواقع.
وقالت وزارة الصحة إن 528 على الأقل قتلوا وأصيب 4599 آخرون، وسجلت الأمم المتحدة عددا مشابها للضحايا لكنها قالت إنها تعتقد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.
مأساة إنسانية
• دفع القتال عشرات الآلاف من السودانيين إلى ترك بيوتهم والفرار نحو بلدان مجاورة.
• قال منسق الشؤون الإنسانية والإغاثية في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، إن الصراع أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، الذي كان ثلث سكانه يعتمدون على شكل من أشكال المساعدات الإنسانية حتى قبل اندلاع القتال.
• قال عبد الباقي، وهو مصفف شعر في الخرطوم: "لا بد أن أعمل وفي هذه الظروف بالذات حتى أستطيع أن أوفر الأكل والشرب. السلع في زيادة، وكل شيء في زيادة. لا بد أن أعمل. أحضر وأعمل ساعتين أو 3 ساعات وأغلق المحل لأن البلد غير آمنة ولا يوجد شيء".
• قالت فيكتوريا، التي كانت تبيع الشاي في شوارع الخرطوم قبل بدء القتال، إن أطفالها يحاولون بصعوبة فهم ما يحدث، مضيفة: "الوضع أصبح صعبا والأطفال يحتاجون طعاما وشرابا. لا يفهون إن كان الشيء متوفر أم لا، ولو قلت لهم غير موجود لن يصدقوا".