أفادت مصادر سودانية، اليوم السبت، بتجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق عدة بالعاصمة الخرطوم.

وأشارت المصادر إلى اندلاع قتال بالأسلحة المتوسطة والمدفعية في محيط القصر الرئاسي ومقر القيادة العامة ووسط الخرطوم، بالتزامن مع تحليق لطائرات حربية في سماء العاصمة وإطلاق قوات الدعم السريع مضادات أرضية للتصدي لها.

واتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بخرق الهدنة وقصف مواقع لها وعدد من الأحياء السكنية في الخرطوم، لكنها جددت في الوقت نفسه التزامها بالهدنة لفتح ممرات آمنة.

وقال شهود إن ضربات بالطائرات والدبابات والمدفعية هزت الخرطوم والخرطوم بحري المجاورة في انتهاك لتمديد مدته 72 ساعة للهدنة أعلنه الجيش وقوات الدعم السريع المنافسة.

ففي منطقة الخرطوم، هزت تفجيرات وإطلاق نار كثيف وتفجيرات الأحياء السكنية. وتصاعدت أعمدة الدخان فوق بحري.

وقالت محاسن العوض، البالغة من العمر 65 عاما وهي من سكان بحري: "نسمع أصوات الطائرات والانفجارات. لا نعرف متى سينتهي هذا الجحيم.. نحن في حالة خوف دائم على أنفسنا وأطفالنا".

ويوجه الجيش السوداني ضربات جوية بطائرات مقاتلة أو مُسيرة لقوات الدعم السريع المنتشرة في أحياء بالعاصمة حيث يعاني كثيرون من السكان من صعوبة الحصول على الغذاء والوقود والمياه والكهرباء.

واتهمت قوات الدعم السريع في بيان الجيش بانتهاك اتفاق هدنة توسطت فيها الولايات المتحدة والسعودية من خلال شن ضربات جوية على قواعدها في أم درمان، المدينة المقابلة للخرطوم على الضفة الأخرى من النيل، وجبل الأولياء.

وألقى الجيش بالمسؤولية على قوات الدعم السريع في انتهاك اتفاق الهدنة، التي يفترض أن تستمر حتى منتصف ليل الأحد.

أخبار ذات صلة

ضربات المدفعية والطيران تهز الخرطوم رغم تعهدات الهدنة
أين وصلت جهود إجلاء الدول مواطنيها من السودان؟
أجانب يغادرون.. وسودانيون يعودون إلى بلادهم وهذا تفسيرهم
بعد تدهور منظومة الصحة.. مبادرات شعبية سودانية لإغاثة المرضى
أزمة السودان.. نيران المعارك تمتد إلى دارفور

 

 السودان.. بين مطرقة الجيش وسندان الدعم السريع

على الرغم من الدعوات العالمية لإجراء محادثات، قال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إنه من غير المقبول الجلوس مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي وصفه بأنه "زعيم التمرد".

وقال دقلو، المعروف باسم حمديتي، إن قوات الدعم السريع لن تجري محادثات حتى انتهاء القتال، مضيفا إن القوات المسلحة تقصف مقاتليه بلا هوادة، وألقى على البرهان بمسؤولية العنف.

وقال دقلو "أوقفوا القتال. بعد ذلك يمكننا إجراء مفاوضات"، واتهم قائد الجيش، بجلب مسؤولين موالين للرئيس السابق عمر البشير إلى الحكومة.

أخبار ذات صلة

بين عمليات النهب والواقع المجهول.. كارثة الأدوية تهز السودان
السودان.. الحرب تصل إلى دارفور ومخاوف من "الأسوأ"
مواجهات سودانية مستعرة في الفاشر.. سقوط قتلى بينهم 13 طفلا
مشاهد "رحلة العبور".. سودانيون إلى مصر وخلفهم الحرب
سكاي نيوز عربية ترصد الأوضاع في منطقة شمبات بالخرطوم بحري

 هل تتسع المعارك في السودان؟

في الأثناء، أدى اندلاع اشتباكات في إقليم دارفور غربي السودان، إلى زيادة المخاوف من اتساع نطاق النزاعات وامتداداها خارج العاصمة الخرطوم.

ويحظى الإقليم بأهمية كبيرة، نظرا لمساحته المترامية، والثروات والموارد الاقتصادية فيه.

وتكتسب دارفور أهمية استراتيجية لطرفي الصراع المتحاربين في السودان، قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع حيث بنى الرجلان حياتهما المهنية في دارفور.

وبينما يحاول الجيش الآن طرد مقاتلي قوات الدعم السريع من مواقعهم في الخرطوم، فإن الأخيرة يمكن أن تعود إلى جذورها في دارفور، في محاولة لإعادة ترتيب صفوفها والحصول على مزيد من التعزيزات.

جنود الخفاء في معركة البقاء