يرى الخبير الإعلامي، ياسر عبد العزيز، أن طرفي النزاع في السودان، الجيش والدعم السريع، لم يؤسسا استراتيجية اتصالية ترافق القتال، مشيرا إلى أن الإعلام السوداني لم يظهر سوى قدر كبير من الهشاشة والخضوع للمعلومات المزيفة.

وبموازاة النيران المتبادلة بين الطرفين على أرض الواقع، يتبادل الطرفان الاتهامات في العالم الافتراضي.

سردية قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان تقوم على ما يلي:

سردية دقلو

  • يرى دقلو، في المقابل،  أن عبد الفتاح البرهان شخص متطرف يسعى لإخراج الرئيس السابق عمر البشير من السجن وتمكين المتطرفين من مفاصل البلاد.
  • يقول دقلو إنه لا يحارب الجيش بل يسعى لإتمام التحول الديمقراطي.

وقال الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز في مقابلة مع سكاي نيوز عربية: "إن للإعلام أهمية كبيرة في الأزمات والمعارك، سواء أكانت تجري في نطاق البلد الواحد أو بين بلد وآخر".

وأضاف: "بعض الباحثين يعتبرون أن الإعلام يمثل نصف المعركة، مثل أستاذ العلوم السياسية في جامعة هارفرد، جوزيف ناي، الذي يقول إن مَن يربح المعركة مَن تربح قصته في الإعلام".

فالإعلام يمنحك القدرة على كسب المعركة بينما أنت لم تكسبها على الأرض، وبالتالي يكون الصراع على سردية معينة، وفق الخبير الإعلامي المصري.

أخبار ذات صلة

وقودها "الهاشتاغات".. تعرف على حرب أخرى بين البرهان وحميدتي
الجيش والدعم السريع يتبادلان الاتهامات بشأن "حرب المنازل"
تحذير.. هذه الأخبار والفيديوهات في السودان "مزيفة"
الجيش الوطني الليبي ينفي انحيازه لأي طرف في السودان

 عشوائية إعلامية

لكن لا يبدو أن طرفي الصراع كانا متمرسين في السياسة الإعلامية.

ويقول ياسر عبد العزيز: "نحن نفهم أنه يمكن للأطراف المتنازعة بث بيانات تخدم مصالحها، لكن أن تنشر هذه الأطراف بيانات يثبت عدم صحتها في وقت قصير جدا بما يطيح بمصداقيتها، فلن يعود أحد يصدقها ولن يكون الجمهور مستعدا لسماع رسائل تالية منه".

وتابع: "يبدو أن الطرفين المتنازعين لم يبنيا استراتيجية اتصالية عندما اندلع النزاع، فبدا كل طرف يتصرف بدون وعي اتصالي".

الإعلام السوداني هش

وطبقا للخبير الإعلامي، فإن الإعلام السوداني لم يظهر سوى قدر كبير من الهشاشة والخضوع للمعلومات المزيفة والمضللة.

ولم يظهر القدرة على أن يكون مصدرا للأخبار الموثقة في ظل هذا النزاع.

تباين في رسائل الإعلام اعتمادا على طرفي النزاع بالسودان

 وقال إن الأمر لا يتصل بالسودان فحسب، فهو ينطبق على دول عربية شهدت نزاعات مع بدايات العقد الماضي، كما أن بعض الوسائل الإعلام الإقليمية والدولية لم تستطع أن تقدم كثيرا من المعلومات الحقيقية عما يجري.

وتابع: "الحالة الإعلامية يمكن وصفها بالكارثية والنظام الإعلامي السوداني لم يستطع أن يقدم الحد الأدنى من قواعد التثبت والدقة".

وقال: "نحن لا نعرف على وجه التحديد ما الذي يجري على الأرض بدقة"، وطرح عدة أسئلة في هذا السياق لم تجد إجابات:

  • مَن يسيطر على أي منطقة؟
  • مَن الذي يكسر الهدنة ومن الذي يحافظ عليها؟
  • مَن الذي بدأ العمليات القتالية؟
  • هل هذا الرجل مصاب أو قتل أو لا يزال على قيد الحياة بصحة جيدة؟

وأضاف: "أن المعلومات المتضاربة بشكل كبير تدل على جائحة معلوماتية تجتاح الساحة السودانية".

وأردف: "ولأن الإعلام السوداني الذي يعاني منذ فترة طويلة لم يظهر القدرة على أن يوازن في إدارة تغطية الصراع فلم نستطع أن نعتمد على وسائل إعلام محلية في استقاء الأخبار، فلم يكن هناك حد أدنى من المهنية".

أيام من الاقتتال بالسودان وحرب "التصريحات" بين البرهان ودقلو

 تداعيات الأمر

  • إن غياب المعلومات الصحيحة أبقى كثيرا من الدبلوماسيين وصناع القرار في حالة من "العتمة" فيما يتعلق بما يجري على أرض الواقع.
  • هذا الأمر يصعب تكوين الآراء واتخاذ القرارات، وفق عبد العزيز.