كشف وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الإدارية، جون باس، الأحد، تفاصيل عملية إجلاء موظفي السفارة الأميركية في العاصمة السودانية الخرطوم، موضحا الظروف التي أحاطت بها، في ظل الاشتباكات المستنرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتستمر الاشتباكات بين طرفي الصراع في السودان، منذ 9 أيام، مما أسفر عن مقتل أكثر من 420 شخصا، وإصابة ما يزيد عن 3700 بجروح، وفق منظمة الصحة العالمية، إلا أنه يُعتقد أن العدد الفعلي للقتلى أكبر من ذلك.
كواليس الإجلاء
وقال وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الإدارية، جون باس، عن كواليس إجلاء لموظفي السفارة الأميركية في الخرطوم:
- "تسبب القتال الواسع في سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من المدنيين، وكانت هناك أضرار كبيرة للبنية التحتية الأساسية، بما في ذلك المطار المدني في قلب المدينة (لخرطوم)".
- "نتيجة لشدة الصراع والتحديات التي كان موظفونا الدبلوماسيون يواجهونها في إجراء العمليات الأساسية، وعدم اليقين بشأن توافر الإمدادات الرئيسية، مثل الوقود والغذاء، للمضي قدما، قررنا على مضض أن الوقت قد حان لتعليق العمليات".
- "بدعم هائل من زملائنا العسكريين المحترفين في وزارة الدفاع (البنتاغون)، قمنا بإجلاء جميع الموظفين الأميركيين، والمعالين المعينين في السفارة بالخرطوم هناك، تحت مسؤولية وزير الخارجية".
"لا دخل لقوات الدعم السريع"
وأكد باس أن عملية الإجلاء "نفذتها وزارة الدفاع الأميركية فقط"، وأضاف:
- "ربما تكونوا قد تابعتم بعض التأكيدات في وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، أن قوات الدعم السريع نسقت بطريقة ما معنا ودعمت هذه العملية، لكن لم يكن هذا هو الحال".
- "لقد تعاونوا فقط بعدم إطلاق النار على أفراد خدمتنا أثناء العملية، وأود أن أشير إلى أن ذلك كان من مصلحتهم الذاتية أيضا".
- "لطالما كان السودان بيئة خطيرة. الولايات المتحدة لديها في إرشادات السفر الخاصة للمواطنين الأميركيين، إشعار منذ أكثر من عقد يحذر المواطنين من السفر إلى السودان. لقد كانت خطيرة لعدة أسباب".
"صراع ساخن"
وعن الاشتباكات المستمرة في السودان منذ 9 أيام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قال وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الإدارية:
- "لسوء الحظ كما رأينا في الأسبوع الماضي، فإن التوترات المتصاعدة تحولت إلى صراع ساخن للأسف في قلب المدينة، مع التركيز مبكرا على المطار".
- "بالتالي تغيرت الطرق التي نحاول بها حماية شعبنا والتفكير في إبعادهم عن طريق الأذى، والطرق التي قد ندعم بها رحيل إخواننا المواطنين مع اشتداد هذا الصراع".
- "نظرا لتلك البيئة غير المؤكدة، وغياب أي طيران تجاري وأي قدرات للطائرات المستأجرة، وغياب طرق برية مجدية حقا للخروج من السودان، فقد توصلنا إلى الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها القيام بذلك بأمان للجميع، لذا كان موظفونا الدبلوماسيون يعتمدون على قدرات زملائنا العسكريين".
- "لا نتوقع أن هذه الظروف الأمنية ستتغير في المدى القريب، على الرغم من أننا سنواصل بذل كل ما في وسعنا لإنهاء القتال."
- "لكن نتيجة تلك الصورة الأمنية غير المؤكدة ولعدم توفر مطار مدني، لا نتوقع تنسيق إجلاء حكومي أميركي لمواطنينا في السودان في هذا الوقت أو في الأيام المقبلة".
أميركيون في السودان
وعن المواطنين الأميركيين المقيمين في السودان، قال باس:
- "على الرغم من أننا لا نتوقع تنسيق هذا الإخلاء، فإننا بالتأكيد لا نزال على اتصال وثيق بالعديد من الأميركيين المقيمين بالخرطوم وأماكن أخرى في السودان، لمنحهم أفضل تقييم لدينا للبيئة الأمنية، ولتشجيعهم على اتخاذ الاحتياطات المناسبة وفقا لأفضل ما لديهم من قدرات في تلك البيئة وحولها".
- "قمنا بذلك بالتنسيق الوثيق مع زملائنا الذين لديهم إحساس جيد بالبيئة، وأفضل الطرق لمحاولة التعامل مع الظروف على الأرض".
- "حتى عندما كنا نعمل مع زملائنا في وزارة الدفاع لتنسيق الاستعدادات لإغلاق سفارتنا مؤقتا وإخراج موظفينا من طريق الأذى، واصلنا أيضا، بتوجيه من وزير الخارجية أنتوني بلينكن، تطوير طرق للوصول للأمريكيين والمنظمات الأخرى التي نعمل معها عن كثب".
- "أردنا ضمان حصولنا على أفضل مجموعة من الأدوات المتاحة للمساعدة في الحصول على المعلومات بسرعة، للتأكد من أنه يمكنهم اتخاذ أفضل القرارات المستنيرة بشأن سلامتهم الشخصية في الوقت الحالي، اعتمادا على المكان الذي يجدون أنفسهم فيه بالخرطوم أو في أجزاء أخرى من البلاد، وسنواصل القيام بذلك".
- "سنواصل العمل عن كثب مع البلدان الأخرى والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، للقيام بشكل جماعي قدر المستطاع، لتمكين مواطنينا، سواء كان ذلك بشكل فردي أو بالاشتراك مع بعضهم البعض، لإيجاد طريقهم للأمان".
توصية مهمة
وقدم المسؤول الأميركي توصية مهمة للمواطنين الأميركيين في السودان، قائلا:
- "نتفهم أن عددا من مواطنينا، وعدد من مواطني البلدان الأخرى، شقوا طريقهم برا من الخرطوم إلى بورتسودان على البحر الأحمر".
- "يبدو أن هذه رحلة صعبة للغاية، نظرا لعدم توفر الوقود والماء والغذاء والضروريات الأخرى، بشكل متوقع".
- "لذا فإننا لا نوصي أي شخص باتباع هذا الطريق، لكننا نتفهم ما إذا كان الناس سيفعلون ذلك".
- "سنواصل البحث عن طرق لمحاولة مساعدتهم على القيام بذلك، لكن من مسافة بعيدة، وفقا لأفضل ما لدينا من قدرات".