لن يكون الاقتتال الجاري حاليا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، هو الخطر الوحيد الذي يواجهه الشعب السوداني، إذ سيكون للأمر تبعات مستقبلية بالنظر لما تخلفه الحرب من مخلفات تأتي على رأسها الذخائر غير المتفجرة، التي ستكلف كثيرين حياتهم.
وطالبت نقابة الأطباء في السودان، جميع المواطنين في المدن والأحياء السكنية عدم الاقتراب من الذخائر غير المنفجرة والأجسام الغريبة، إذ إنها قابلة للانفجار في أي لحظة، في الوقت الذي نشرت صورا لانتشارها منذ اندلاع القتال هذا الأسبوع.
وناشدت النقابة بالإبلاغ عن تلك الذخائر والأجسام الغريبة للجهات المختصة بعد استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض.
خطر كبير
- اعتبر الخبير العسكري نصر سالم، أن مخلفات الحرب هي الأزمة الكبرى التي تخلفها أعمال القتال الجارية في الوقت الراهن، وتؤثر بشكل فادح على حياة المواطنين.
- وأوضح سالم في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الكثير من الذخائر والقذائف قد تسقط على الأرض ولا تنفجر في حينها، وتستمر لأشهر أو سنوات عديدة وبمجرد تحريكها تُحدث موجة انفجارية كبيرة تزهق أرواح الأبرياء.
- وأشار إلى أن الذخائر غير المتفجرة أو بقاياها التي تستخدمها أيا من القوات المقاتلة، مخالفة للقانون الدولي، ويجب البدء سريعا في إزالتها بالتعاون مع الأمم المتحدة حتى لا نفقد مزيدا من الأرواح بين السودانيين.
مخلفات قديمة في السودان
قبل أيام من اندلاع الصراع المُسلح في السودان، قالت بعثة الأمم المتحدة هناك "يونيتامس"، إن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة لا تزال حتى الآن تشكل تهديدا خطيرا في جميع أنحاء البلاد.
وحددت البعثة مخاطر مخلفات الحروب، في عدد من النقاط تشمل:
- يهدد التلوث بالذخائر المتفجرة الأرواح، ويحد من حرية الحركة، ويحد من الوصول إلى الأراضي الصالحة للزراعة، ويحرم المجتمعات من حقوقها، ويغرس في المقام الأول الخوف وانعدام الأمن.
- تنشر الذخائر غير المتفجرة الرهبة وتسبب التلوث طويل الأمد في تأصيل هذا الإرهاب، ويلحق أكثر أضراره وأشدها بالفئات المستضعفة من السكان.
- قال رئيس برنامج الإجراءات المتعلقة بالألغام التابع للأمم المتحدة، محمد صديق رشيد، إن هناك حاجة ملحة لتطهير الأراضي السودانية من جميع المخاطر المتفجرة، وإلا فلن يتمكن العديد من المدنيين من العودة إلى ديارهم، و"لن يتمكن الرجال والنساء من العمل، ولن يتمكن الأطفال من اللعب".
- خلفت العديد من النزاعات المسلحة التي حدثت في السودان منذ عام 1955 إرثا من المخاطر المتفجرة، بما في ذلك الألغام الأرضية والذخائر العنقودية والمتفجرات الأخرى من مخلفات الحرب
- حتى مطلع أبريل الجاري، سقط 2572 شخصا ضحايا للألغام الأرضية وغيرها من المتفجرات من مخلفات الحرب في السودان.