احتدم القتال في السودان بعد ساعات من دخول هدنة بوساطة دولية حيز التنفيذ، حيث تقاتلت القوات الموالية للقائدين العسكريين المتناحرين بالعاصمة، وتبادلتا الاتهام بانتهاك وقف إطلاق النار.
اتهامات متبادلة بخرق الهدنة
جاءت الهدنة بعد أيام من الجهود المكثفة التي بذلها كبار الدبلوماسيين وأثارت الآمال في تجنيب ثالث أكبر دولة أفريقية حربا أهلية.
اتهمت قوات الدعم السريع الجيش على الفور بخرق وقف إطلاق النار بعد أن دخل حيز التنفيذ الساعة 6 مساء بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت غرينتش). وقال الجيش إن ”الميليشيا المتمردة” تواصل هجماتها على مقار عسكرية، وإنها شنت هجوما فاشلا على قاعدة عسكرية جنوبي البلاد.
لكن كل جانب بدا مصمما على إلحاق الهزيمة بالآخر، رغم معاناة ملايين المدنيين المحاصرين بسبب القتال.
وأدى الصراع بين القوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع العسكرية شبه النظامية بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، مرة أخرى إلى خروج السودان عن مساره نحو الحكم الديمقراطي بعد عقود من الدكتاتورية.
دوي الانفجارات في الخرطوم
- وقال سكان إنهم ما زالوا يسمعون أصوات إطلاق نار وانفجارات في مناطق مختلفة من الخرطوم، خاصة حول مقر الجيش والقصر الجمهوري. واضافوا أن قليلين غامروا بالخروج، وأن هناك حشودا خارج المخابز.
وقال عطية عبد الله عطية، من نقابة أطباء السودان، للأسوشيتدبرس إن ”القتال لا يزال مستمرا... نسمع إطلاق نار مستمرا”.
جثث في الشوارع واحتماء في المنازل
- يلزم ملايين السودانيين في العاصمة ومدن أخرى منازلهم، وسط تبادل إطلاق النار حيث قصفت القوات المتناحرة المناطق السكنية بالمدفعية وفي غارات جوية، واشتبكت في معارك مسلحة.
- وتحدث سكان عن جثث قتلى ملقاة في الشوارع لا يمكن الوصول إليها بسبب الاشتباكات، مشيرين إلى حصيلة من المرجح أن تكون أعلى بكثير من 185 قتيلا أبلغت عنها الأمم المتحدة حتى الآن منذ بدء القتال يوم السبت.
واشنطن: لا إجلاء للرعايا في السودان
- وأعلنت السفارة الأميركية في وقت متأخر من الثلاثاء أن القتال ”مستمر” في الخرطوم والمناطق المحيطة، ونصحت الأميركيين في السودان بالتزام مواقعهم والاحتماء بها، مضيفة أنه لا توجد خطط فورية لإجلاء مواطنيها بالتنسيق مع الحكومة السودانية.