من بين صراعات ونزاعات كثيرة مر بها السودان منذ الاستقلال، تعد الاشتباكات الحالية، الأولى التي تنطلق من العاصمة الخرطوم.
كما أنها الأولى التي يخوضها الجيش السوداني داخل المدن والأحياء السكنية، وهي مسرح معارك لا يناسب كثيرا الجيوش النظامية.
منذ انطلاق الرصاصة الأولى، غير الاقتتال السوداني الحالي، الكثير من القواعد والثوابت التي اتسمت بها الصراعات السودانية السابقة منذ الاستقلال.
تغييرات تتعلق بمكان المعارك، وأخرى تتعلق بأطراف الصراع وأساليبه.
هذه أول مرة تنطلق فيها الاشتباكات من العاصمة الخرطوم، أو من منطقة وسط البلاد، وهي منطقة الحكم والسلطة، وتعد أكثر المناطق استقرارا داخل السودان الهش.
وعاش السودان صراعات طويلة ودامية سابقا، درات جميعها بعيدا عن العاصمة وتخومها.
أطول وأكثر الصراعات دموية، هو سلسلة الحروب الأهلية التي انتهت انفصال الجنوب وقيام دولة جنوب السودان.
صراع دموي آخر اندلع في إقليم دارفور عام 2003 لأسباب قبيلة وعرقية.
وتشهد مناطق أخرى مثل كردفان والنيل الأزرق والقضارف، توترات وصراعات مسلحة، وإن كانت بدرجة أقل حدة.
سابقا كان الجيش يواجه جماعات تمرد مسلح محدودة، أما حاليا فيجري القتال مع قوات الدعم السريع، التي كانت خضعت لإعادة هيكلة وتنظيم وصارت جزءا من الجيش وتعاظم دورها لتتحول إلى لاعب سياسي رئيسي عقب الإطاحة بنظام البشير.
تجري الاشتباكات الحالية الآن داخل أحياء سكنية في العاصمة، وهو ما يشكل تحديا بالنسبة للجيش.
فرغم ما يملكه من قوات وقدرات تسليح، لا يمتلك الجيش خبرة سابقة في حروب المدن، وهو ما قد يكون ميزة لقوات الدعم السريع، المتمرسة على هذا النوع من الحروب.