قتل 36 شخصا جراء هجومين منفصلين شنهما مسلحون يُعنقد أنهم من تنظيم داعش، الأحد، في سوريا.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة جديدة عن مقتل 31 شخصاً خلال جمعهم الكمأة بريف حماة الشرقي في وسط سوريا جراء هجوم شنّه مسلحون تابعون لخلايا تنظيم داعش، فيما تحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مقتل 5 رعاة ماشية في ريف دير الزور في هجوم منفصل.
وتحدث المرصد عن مقتل "مدنيين وعسكريين إثر هجوم مسلح عليهم خلال جمعهم الكمأة بمنطقة دويزين شرقي حماة في وسط البلاد، موضحاً أن 12 قتيلاً هم من المقاتلين الموالين للنظام.
وفي حادثة منفصلة، قالت سانا إن "مجموعة إرهابية هاجمت بالأسلحة الرشاشة 5 مواطنين كانوا يرعون الأغنام في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى مقتلهم".
وأضافت أن "الإرهابيين عمدوا أيضاً إلى إطلاق الرصاص مباشرة على قطعان الأغنام، ما أدى إلى نفوق نحو 250 رأساً منها".
وخطف راعيان في ريف دير الزور خلال هجوم شنه مسلحون يرجّح المرصد أن يكونوا تابعين لخلايا تنظيم داعش.
وأضاف أن المسلحين كانوا "يستقلون دراجات نارية ومعهم أسلحة رشاشة"، وسرقوا كامل قطيع الأغنام.
خلال سيطرته على مناطق واسعة في سوريا بدءاً من العام 2014، سيطر تنظيم داعش على بلدات وقرى عدة في ريف حماة الشرقي، قبل أن يتم طرده منها عام 2017.
ومنذ بدء موسم جمع الكمأة في فبراير، يشنّ التنظيم بشكل متكرر هجمات تستهدف العمال في البادية السورية المترامية الأطراف، تتخللها عمليات إطلاق رصاص وخطف.
وبلغت حصيلة القتلى جراء هجمات التنظيم في البادية السورية منذ مطلع العام أكثر من 230 شخصًا، معظمهم مدنيون وفق المرصد.
ورغم المخاطر، يواصل سكان المناطق المتاخمة للبادية السورية جمع الكمأة التي يستمر موسمها حتى أبريل وتباع بسعر مرتفع، ما يفسّر الإقبال على جمعها في ظل ظروف اقتصادية صعبة مع حرب مستمرة منذ أكثر 12 عاماً.
يراوح سعر الكيلوغرام الواحد إجمالاً بين 5 دولارات و25 دولاراً، وفق جودة الثمار وحجمها.
ورغم الضربات التي تستهدف قادته وتحرّكاته ومواقعه، لا يزال التنظيم قادراً على شن هجمات وتنفيذ اعتداءات متفرقة خصوصاً في شرق سوريا وشمال شرقها وفي البادية السورية المترامية الأطراف.
وفي 24 مارس، قتل 15 شخصاً أثناء جمعهم الكمأة جراء هجوم شنّه التنظيم في وسط سوريا، وفق المرصد كذلك قتل في منتصف فبراير 68 شخصاً أثناء جمعهم الكمأة جراء هجوم شنّه التنظيم المتطرف في ريف حمص الشرقي.
ويعتبر ذلك الهجوم هو الأعنف الذي يشنه التنظيم الإرهابي منذ أكثر من عام، حين هاجم سجناً في شمال غرب سوريا، وتحديداً في منطقة تسيطر عليها القوات الكردية.
وأسفر الهجوم يومها عن 373 قتيلا بينهم 268 متشددا بعد معارك شرسة استمرت أياما عدة، وفق المرصد.
وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية الأحد في بيان إطلاق سراح عشرات النزلاء من سجن غويران المركزي بمدينة الحسكة وسجن علايا في مدينة القامشلي بمناسبة اقتراب عيد الفطر.
وذكر مراسل فرانس برس في شمال شرق سوريا أن المفرج منهم "كانوا متّهمين بالإرهاب على خلفية تعاونهم مع عناصر تنظيم داعش وعائلاتهم".
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً داميا متشعبا، تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.