بالموازاة مع الاشتباكات الجارية في العاصمة السودانية الخرطوم وعدة مناطق أخرى، طفت على سطح المواقع الاجتماعية العديد من الفيديوهات، التي توثق لحظات القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
ولليوم الثاني على التوالي، تشهد الخرطوم ومدن سودانية أخرى أعمال عنف وقتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، مخلفة عددا من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والمتقاتلين.
وتعمد حسابات القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على المواقع الاجتماعية إلى نشر فيديوهات وأخبار وصور على مدار الساعة، لإطلاع المتابعين على المستجدات وآخر التطورات.
وكان لافتا كيف شرعت هذه الحسابات في توثيق كل صغيرة وكبيرة، منذ انطلاق الاشتباكات يوم أمس السبت، مما جعل البعض يطلق عليها "حرب الفيديوهات".
فيديوهات "انتصارات" فقط
وتُظهر هذه الفيديوهات لحظات قوية من أعمال القتال، وتوثق الانتصارات المحققة لكل طرف في مناطق مختلقة. كما توثق هذه المقاطع تفاصيل دقيقة عن الأسلحة والعتاد المستخدم في هذه الاشتباكات.
وعلى سبيل المثال، نشر الجيش السوداني، اليوم الأحد، مقطع فيديو بعنوان "احتفال جنود القوات المسلحة بالغنائم التي خلفها متمردو الدعم السريع".
من جهته، نشرت قوات الدعم السريع على حسابها الرسمي على تويتر، فيديو تحت عنوان "قوات الدعم السريع تسيطر على قيادة اللواء الأول مشاة، وتحكم إغلاق كل المنافذ جنوب الخرطوم".
وتلقى هذه الفيديوهات تفاعلا كبيرا، خاصة وأنها تغذي فضول الكثير من الأشخاص الراغبين في معرفة أحدث المستجدات على ساحة المعركة.
دعاية كاذبة؟
وعلى الرغم من ذلك، إلا أنه لا يبدو أن هذه الفيديوهات تلقى أي وقع على المشاهدين. وفي هذا الصدد، قالت هدى وهي من سكان حي في جنوب الخرطوم لرويترز: "هناك الكثير من المعلومات المضللة والجميع يكذبون. لا نعلم متى ينتهي ذلك وكيف سينتهي".
كما ذكر أحد المعلقين على تويتر: "الأخبار الواردة عن الأوضاع في السودان أكثر من 95 في المئة منها كذب وضاربة من الطرفين".
في المقابل، يقول خبراء إن هذا النوع من الفيديوهات يستخدم في الحروب كأداة فعالة لنشر البروباغندا وخلق الانطباعات الخاطئة في عقول المشاهدين.
ويشيرون إلى أن هذه الفيديوهات يمكن أن تستخدم لتقوية صورة الطرف الذي ينشرها، وإظهاره في أفضل حالاته، بينما يمكن استخدامها أيضا لنشر الفزع والخوف بين المدنيين والتأثير على نفسيتهم.