أثارت الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل من جنوبي لبنان، حالة من الجدل، بين مَن اعتبر أن تلك الصواريخ وما استجلبته من رد إسرائيلي صاروخي يخترق سيادة لبنان ويعرضه للخطر في ظل أوضاع اقتصادية وسياسية مزرية، وبين من عبر عن دعمه للفصائل الفلسطينية التي يُعتقد أنها المسؤولة عن الهجوم.
وتحول الجدل أيضا إلى الساحة الداخلية مع توجيه سهام النقد إلى جهات بعينها، كما طال الأمر قوى إقليمية.
الموقف الرسمي
- أصدرت حكومة تصريف الأعمال التي يترأسها، نجيب ميقاتي، الخميس، بيانا أكدت فيه أن لبنان يرفض مطلقا "أي تصعيد عسكري ينطلق من أرضه واستخدام الأراضي اللبنانية لتنفيذ عمليات تتسبب بزعزعة الاستقرار القائم".
- أكدت إدانة لبنان وشجبه لعملية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، مشددا على أن الجيش وقوات اليونفيل يكثفان تحقيقاتهما.
بلا رئيس
لبنان من دون رئيس منذ 5 أشهر، بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، وفشلت القوى السياسية في الاتفاق على اسم رئيس جديد مرات عدة.
لذلك تبدو الحكومة في وضع ضعيف خاصة أنها حكومة تصريف أعمال، في بلاد تعاني أصلا من ضائقة اقتصادية هائلة وضعف الحكومة المركزية أمام القوى السياسية مثل حزب الله، الذي يتهمه البعض بتسهيل عملية إطلاق الصواريخ.
تعريض البلد للخطر
- وجه رئيس حزب "الكتائب اللبناني"، سامي الجميل، انتقاده إلى رئيس مجلس النواب، نبيه بري، على خلفية إطلاق الصواريخ.
- قال في تغريدة عبر "تويتر": "يبدو أن رئيس مجلس النواب اللبناني راضٍ عن استخدام #جنوب_لبنان كمنصة لإطلاق أكثر من 60 صاروخا من قبل حماس وتعريض أهله للخطر. فلم نسمع منه شيئا".
جعجع يوجه أسئلة عن السيادة
ومن جانبه، أصدر زعيم حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، بيانا بشأن إطلاق الصواريخ جاء على شكل أسئلة موجهة إلى الحكومة:
- أولا: ما هي الموجبات الوطنية التي تحتم في هذه اللحظة بالذات إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل؟
- ثانيا: ماذا سيكون رد فعل الحكومة اللبنانية إزاء تعهداتها الالتزام ببنود القرار 1701؟
- ثالثا: ماذا لو تحطم لوح زجاجي واحد في منزل مواطن لبناني في الجنوب جراء تبادل الصواريخ والقصف المدفعي، فمن أين ستأتي الحكومة اللبنانية بالأموال اللازمة لإصلاحه؟
- هذا عدا عن السؤال الأساسي والمحوري والملح: هل اجتمعت الحكومة اللبنانية أو اتخذت قرار إطلاق الصواريخ من الجنوب باتجاه إسرائيل؟
- إن الحكومة اللبنانية، تكون بتخليها عن القرار الاستراتيجي للدولة لمصلحة محور الممانعة قد تخلت عن مسؤوليتها الرئيسية في الحفاظ على أمن الوطن والمواطن.
"لبنان تحول لصندوق بريد"
- شددت "حركة الارض اللبنانية" على "ضرورة الالتزام بالقرار 1701 وحصر القرار الاستراتيجي والسلاح بالجيش اللبناني وحده.
- قالت في بيان تعليقا على إطلاق الصواريخ، الذي اتهم الجيش الإسرائيلي حماس بالوقوف خلفه: "يكفي انتهاك سيادة لبنان وتكريسه ساحة لمحور الممانعة".
- اعتبرت كتلة "تجدد" أن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، يؤكد أن "مشروع الممانعة حول لبنان إلى حقل اختبار وصندوق بريد إقليمي، وهو يدفع بشعبه وسيادته واقتصاده الثمن الباهظ، من دون أن يشكل أي دعم عملي للشعب الفلسطيني الصامد وللقضية الفلسطينية".
- أضاف بيان "تجدد": "هذه الأحداث التي تجري غالبا، في منطقة يسيطر عليها حزب الله، وتندرج ضمن منطقة جنوب الليطاني المفترض وفق القرار 1701، أن تكون خالية من السلاح غير الشرعي، تضع السلطة اللبنانية في موقع العجز والتقصير والتواطؤ (...)".
"لبنان ليس منصة صواريخ"
- غرد النائب مارك ضو عبر حسابه على "تويتر": "لبنان ليس منصة صواريخ بخدمة أحد. السيادة الوطنية فوق كل اعتبار. الذي أطلق الصواريخ وسهل لهم ارتكب جرما بحق لبنان".
"المسؤولية تفرض موقفا رسميا"
- غرد النائب زياد الحواط عبر حسابه على" تويتر": "لن نقبل تعريض لبنان للمخاطر في لحظة إقليمية دقيقة وحرجة. إطلاق الصواريخ استخدام للساحة الجنوبية مرة أخرى خدمة لمصالح خارجية لا علاقة للبنان واللبنانيين بها".
- أضاف : "غض النظر لا يعفي من المسؤولية. المسؤولية أيضا تفرض موقفا رسمياً مما جرى".
مؤيدون بشكل غير مباشر
أكد النائب عن ميليشيا حزب الله، حسن عز الدين، أن "حزب الله والمقاومة أعلنا أنهما مع الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقه ومقدساته في مواجهة العدو الإسرائيلي".
وقال: "نجدد الإعلان ونؤيّد وندعم كل الأشكال والإجراءات والقرارات والمخططات التي تتخذها فصائل المقاومة الفلسطينية، لأنها تشكل خط الدفاع عن مقدساتنا وحقوقنا وشرفنا وكرامتنا وعزتنا".
لكن القيادي في حزب الله لم يخض في تفاصيل ما حدث، وما إذا كان الحزب قد ساهم أو ساعد الفصائل التي يعتقد أنها أطلقت الصواريخ.
أما رئيس" اللقاء التضامني الوطني" المقرب من حزب الله الشيخ مصطفى ملص، فقد فقد توجه بحديثه عن الأوضاع المتوترة في المسجد الأقصى، مدينا اقتحامه من طرف إسرائيل.
ودعا في بيان إلى "تفعيل مبدأ وحدة الساحات وتوسعته وضرب العدو بحث وجد، خصوصًا أن العدو الصهيوني يوسع نطاق عدوانه في فلسطين وخارجها (...)".