في خطوة جديدة نحو استعادة العلاقات الطبيعية بين القاهرة وأنقرة، وفق محللين سياسيين، يجري وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو زيارة إلى مصر، السبت، ردا على زيارة نظيره المصري سامح شكري لتركيا الشهر الماضي.
الزيارات المتبادلة على مستوى وزراء الخارجية هي الأولى منذ بدء الخلاف بين البلدين عام 2013، ويقول محللان سياسيان أحدهما من القاهرة والثاني من أنقرة، لموقع "سكاي نيوز عربية" إن عودة العلاقات ستسير بوتيرة جيدة إن نفذت تركيا الشروط المصرية الخاصة بعلاج الأزمات التي كانت أصل الخلاف ومنها:
- احترام القانون الدولي.
- عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
- معالجة ملف تنظيم الإخوان.
تفاصيل المرحلة الجديدة
نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد حجازي، قال إن العلاقات المصرية التركية "تشهد تطورات إيجابية تنم عن رغبة البلدين في البحث عن قواسم مشتركة والانطلاق إلى مرحلة جديدة".
ويلفت حجازي إلى أن دعم مصر ومساندتها للشعب التركي خلال كارثة الزلزال انعكاس لما اعتبره "ثقل وتاريخ وأسس العلاقات المبنية على الترابط الشعبي، وما يستدعيه من مواكبة العمل السياسي المشترك لهذا التفاعل".
وعن المطالب المصرية من تركيا، يوضح نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، أن "القاهرة تود أن تنبني العلاقات الفترة القادمة على أسس القانون الدولي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وإذا ما استكملت أنقرة تأكيد هذه العناصر تكون العلاقات في توجهها المستقبلي آمنة، ووفق أطر صحيحة".
وعن الخطوة القادمة، توقع حجازي، إن التزمت أنقرة بعلاقات تستند على الاحترام المتبادل، أن تتهيأ الساحة لعودة السفراء مرة أخرى، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية أبقت على قنوات التبادل التجاري حتى وقت الخلاف، ووصل إلى 6 مليارات دولار.
ملف الإخوان
أما المحلل السياسي التركي، جواد غوك، فيصف زيارة الوزير التركي بأنها "في غاية الأهمية، بعد 10 سنوات من التأزم، وتأتي ردا على زيارة الوزير المصري لأنقرة عقب زلزال 6 فبراير الذي ضرب تركيا وسوريا.
ومعتبرا أن عودة السفراء ستكون "خطوة في غاية الأهمية"، دعا المحلل التركي أنقرة للاستجابة لطلبات القاهرة، وأن تتخذ "الخطوات اللازمة لمنع جماعة الإخوان من تخريب العلاقات مرة أخرى".
وحول موقف الحكومة التركية من زيارة شكري لأنقرة، يقول غوك إنها "كانت سعيدة للغاية"، خاصة في هذه الأوقات الصعبة بالنسبة إلى الشعب التركي "الذين يقدرون جهود مصر التي بذلت لمساعدة المنكوبين من الزلزال وإرسالها للمساعدات".
من التأزم للحلحلة
- اندلعت خلافا حادة بين القاهرة وأنقرة بعد ثورة 30 يونيو المصرية عام 2013، بشأن قضايا مصرية وإقليمية.
- أبرز هذه القضايا غضب مصر من الدعم التركي لجماعة الإخوان الإرهابية في مصر، وللجماعات الإرهابية والمليشيات في ليبيا.
- في السنتين الأخيرتين، سعت تركيا لاستعادة العلاقات، وأجرى البلدان جولتي محادثات استكشافية بدأت 2021، برئاسة نائب وزير الخارجية التركي السفير سادات أونال، ونظيره المصري حمدي لوزا.
- اتفق الجانبان مع نهاية الجولة الثانية التي عُقدت بأنقرة في سبتمبر الماضي، على مواصلة المشاورات، وأكدا رغبتهما في إحراز تقدم في قضايا محل نقاش، وتطبيع العلاقات بينهما.
- أعلى مستوى من التواصل قبل الزلزال، كان مصافحة بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان خلال حضورهما افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في قطر نوفمبر الماضي.
- عقب زلزال 6 فبراير تلقى أردوغان اتصالا هاتفيا من السيسي الذي أعرب فيه عن التضامن مع ضحايا الزلزال، وأرسلت مصر مساعدات إغاثية للمنكوبين.