وسط انتشار مخاوف في المغرب من سلامة الأبقار المستوردة من البرازيل بعد رصد الأخيرة لحالة إصابة بجنون البقر، أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس على جودة العجول المستوردة من الخارج.

وأوضح بيتاس في لقاء مع الصحافة، الأربعاء، أن مسار الاستيراد مضبوط من جميع النواحي سواء الإدارية أو الصحية، وشدد على أن الجهات المختصة تتخذ مجموعة التدابير للحرص على احترام السلامة الصحية للمواد المستوردة

وكانت بواخر أبقار الذبح المستورة من البرازيل والأوروغواي واسبانيا قد وصلت إلى موانئ المغرب في منتصف شهر فبراير المنصرم، وذلك لتموين السوق المحلي ودعم استقرار أسعار اللحوم الحمراء.

وأوقف المغرب رسميا في شهر يناير الماضي استيراد الأبقار ولحومها من بريطانيا وأيرلندا الشمالية بعد ظهور حالات "جنون البقر" في هذين البلدين، بينما لم يتخذ أي قرار بتعليق استيراد الأبقار من البرازيل. 

دفاعًا عن مظلومية اللحوم

 

تدابير السلامة الصحية

وفي خضم جدل العجول المستوردة فقد أكدت مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية (أونسا) تشديدها إجراءات المراقبة على جميع الحيوانات الحية التي يتم استيرادها للتحقق من مطابقتها لمعايير السلامة المعمول بها في المملكة.

وأوضح المكتب في بيان أن تلك الإجراءات التي تتم في مراكز التفتيش على الحدود تتمثل في:

- فحص الحالة الصحية للحيوانات المستوردة

-معاينة الشواهد والوثائق التي تبين سلامتها الصحية.

- إجراء فحص لهويتها للتأكد من مطابقتها للمعايير المعتمدة في المغرب.

وشدد المصدر ذاته على أنه "يسمح فقط للحيوانات السليمة بدخول التراب الوطني، حيث يتم عزلها في اسطبلات تالعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية، في انتظار خضوعها مرة أخرى للمراقبة من قبل طبيب بيطري معتمد ولجنة بيطرية خاصة للإشراف على عملية الحجر الصحي لتلك الحيوانات المستوردة".

حماية المستهلك

ويؤكد عدد من المدافعين عن حقوق المستهلك على ضرورة احترام شروط السلامة الصحية والتتبع الدقيق لمسار الأبقار التي يستوردها المغرب خاصة من البلدان التي رصدت حالات "جنون البقر".

يقول رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك بوعزة الخراطي، إن المغرب لم يسجل إلى حدود اليوم أي حالة لجنون البقر وسط الشحنات التي استوردها مؤخرا سواء من البرازيل أو أي دولة أخرى.

ويضيف الخراطي في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن المصالح البيطرية للمكتب الوطني للسلامة الصحية قد اكتسبت خبرة مهمة على مستوى تتبع ومراقبة سلامة الحيوانات المستوردة وذلك منذ ظهور مرض جنون البقر في أوروبا.

ويتابع المتحدث أن هذه المصالح تعمل على التنقل ومراقبة الحيوانات الحية مباشرة من البلد المصدر قبل اجراء المعاينة في المعابر الحدودية للمملكة للتحقق من هويتها وسلامتها، وذلك حماية للثروة الحيوانية الوطنية والمستهلك من أثار جنون البقر.

ويشير الخراطي إلى ضرورة إجراء تحاليل مخبرية على عينات من لحوم الأبقار المستوردة مباشرة بعد الذبح وقبل السماح بتوجيهها إلى الاستهلاك.

مواجهة ارتفاع الأسعار

وقد استورد المغرب منذ 3 فبراير المنصرم 3890 رأسا من العجول، وذلك بعد تعليق الضريبة على القيمة المضافة بغرض تسهيل تزويد السوق المحلي بحاجياته من الأبقار الموجهة للذبح.

وتراهن الحكومة على استيراد 40 ألف رأس من الأبقار قبل حلول شهر رمضان لتغطية الحاجيات ودعم استقرار سوق اللحوم الحمراء.

يقول رئيس الجمعية المغربية لبائعي اللحوم بالجملة عبد العالي رامو، إن عدد الأبقار التي تم استيرادها إلى حدود اليوم تبقى غير كافية من أجل الحد من ارتفاع الأسعار.

ويعزي الرامو في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" استقرار أثمان اللحوم الحمراء في الفترة الأخيرة إلى لجوء عدد من مربي الماشية والأغنام إلى توجيه هذه الحيوانات للذبح خوفا من أن تهوي الأسعار بالموزاة مع اتخاذ إجراءات جديدة لتسهيل عملية الاستيراد.

ويضيف المتحدث أن "استيراد الأبقار لم يتجاوز 4000 ألف رأس إلى حدود اليوم، بينما كان الهدف بلوغ 40 ألف رأس قبل شهر رمضان الذي يعرف إقبالا كبيرا على استهلاك اللحوم الحمراء"

إنتاج واستهلاك اللحوم الحمراء

وقد بلغ حجم إنتاج الحوم الحمراء في المغرب 606 ألف طن في سنة 2019، وتتوفر البلاد على 184 مجزرة حضرية و693 مجزرة قروية و5 مجازر خاصة.

وارتفع إنتاج اللحوم الحمراء في المملكة بنسبة 51 في المائة مابين سنة 2008 و2019 وفق معطيات وزارة الزراعة.

وحسب ذات المصدر فقد وصل متوسط الاستهلاك الفردي من اللحوم الحمراء إلى 17.2 كيلوغرام للفرد حسب إحصائيات عام 2019.