بعد مرور نحو شهر على الزلزال الكبير، يتساءل مراقبون إن كانت المساعدات المقدمة تتناسب مع حجم الخسائر والأضرار التي تسبب بها الزلزال، فيما كشفت تقارير عدة للأمم المتحدة أنه حتى الآن تم تأمين 38 في المئة فقط من النداء العاجل من أجل سوريا.
وما إن وقع الزلزال الكبير حتى توالت المساعدات الإنسانية لتركيا وسوريا، لكن على الرغم من سرعة استجابة بعض الدول في تقديم الدعم لمتضرري الزلزال إلا أن الأمم المتحدة كشفت عن فجوة بين حجم المساعدات المقدمة وحجم الاحتياجات.
إذ قالت الأمم المتحدة إنه تم حتى الآن تأمين 38 في المائة فقط من النداء العاجل من أجل سوريا، حيث تلقت الأمم المتحدة حوالي 151 مليون دولار من أصل 400 مليون دولار كانت مطلوبة تقديريا.
وقال المستشار الإعلامي للمجلس النرويجي للاجئين بالشرق الأوسط أحمد بيرم لسكاي نيوز عربية: "عامل الوقت أساسي لتحديد مصير ملايين الناس، لكن تم خذلان الملايين من المجتمعات المتضررة، هناك أطفال لا يزالون يعانون من الكوابيس في مراكز الإيواء، والبعض لم يحصل حتى على وجبة ساخنة منذ وقوع الزلزال".
وأضاف: "هناك مبادرات فردية كثيرة، وهذه المبادرات تساعد الكثيرين، لكن عمل المنظمات واجه مشاكل في التمويل، وصعوبة تأمين حاجات كثيرة لأعداد هائلة".
لكن إذا نظرنا إلى حجم الأضرار فالأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق أن هناك عشرات آلاف المباني تعرضت لدمار كلي أو جزئي في جميع أنحاء سوريا، وأن ما مجموعه نحو 8 مليون شخص قد تضرروا.
وقال الأمين العام، أنطونيو غوتيريس، من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن الأموال ستوفر "إغاثة تنقذ حياة" نحو 5 ملايين سوري وستغطي فترة قوامها 3 أشهر،
واعتبرت المنظمة الأممية أن الأولويات تشمل توسيع نطاق الاستجابة لتأمين المأوى والاستعدادات الشتوية والدعم النقدي وإزالة الحطام.
وقال المستشار الإعلامي للمجلس النرويجي للاجئين بالشرق الأوسط: "حجم الخسائر في تركيا قد تصل إلى 5 مليار دولار، ومن أول يوم إلى الآن، الكوادر السورية بحاجة لمساعدة تقنية، لم تصلها مثل ما وصلت للجانب التركي".
وأضاف: "واقعيا نحن نتحدث عن أزمة عدم وصول الدعم الكافي، وهناك مؤتمر للمانحين الأوروبيين، وسيمثل اختبارا حقيقيا لتحقيق الوعود".