وصلت الطفلة السورية "شام" وشقيقها "عمر" إلى أبوظبي لتلقي العلاج اللازم وذلك في إطار الجهود المبذولة لتوفير العلاج والرعاية الصحية للمصابين ذوي الحالات الحرجة الذين تضرروا جراء الزلزال المدمر في سوريا وتركيا.
وقام الهلال الأحمر الإماراتي بالتعاون مع مستشفى "برجيل" بتشكيل فريق طبي متخصص للطفلة السورية "شام" وشقيقها "عمر"، وتوفير العلاج العاجل لهما في مدينة برجيل الطبية.
وتم التعاون لإعداد طائرة طبية خاصة قامت بنقل الطفلة شام (9 سنوات) والطفل عمر (15 سنة) إلى أبوظبي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وبعد وصول الطفلين إلى مستشفى برجيل، تم القيام بإجراء العمليات الجراحية اللازمة بقيادة الدكتور مايكل أوغلو، حيث كانت حياة الطفلة "شام" مهددة بالوفاة نتيجة "غرغرينا" تفشت في الجزء السفلي من الجسم، وكذلك تم إنقاذ شقيقها "عمر".
وأكد الدكتور أوغلو أن الفريق الطبي بذل أقصى جهده للحفاظ على حياتهما وأن حالة الطفلة "شام" استدعت إجراءات جراحية خاصة بسبب سوء حالتها، ووصولها إلى مراحل حرجة كانت تستدعي تدخلا علاجيا سريعا.
من جانبه، ثمّن بشار عليق أحد أفراد عائلة "شام" الذي رافقها إلى أبوظبي، هذه اللفتة الكريمة، قائلا: "إننا ممتنون لقيادة دولة الإمارات، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" على هذا العمل النبيل الذي قاموا به من أجل شام وعمر، حيث قال لنا الأطباء في إسطنبول أن شام بحاجة إلى إجراء عمليات بتر تمثل مائة بالمائة من حجم الساق بسبب الإصابات التي ألمت بهما، وبسبب عدم تلقيها للعلاج اللازم في الوقت المناسب، لكن والدها رفض بشدة، وشعرنا بالسعادة بعد ذلك عندما تقرر لنا السفر إلى الإمارات بطائرة خاصة تحمل طاقما طبيا متخصصا مما جعلنا نشعر إننا بأيدي أمينة وأن حالتنا ستكون أفضل مما هي عليه بكثير".
وكان في استقبال الطفلين، وزيرة الدولة الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي، والأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي حمود الجنيبي، ومساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية سلطان محمد الشامسي، وشمشير فاياليل المؤسس ورئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمجموعة "في بي أس للرعاية الصحية" في الإمارات.
وأثرت قصة الطفلة "شام" في ملايين الأشخاص حول العالم، إذ بقيت 40 ساعة تحت الأنقاض بعد انهيار منزلها وسقوط السقف على ساقيها.
وتصدر مقطع فيديو يوثق إنقاذ "شام" مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت فيه ممددة تحت الأنقاض، تتحدث مع عناصر الإنقاذ، وتطلب عبوة ماء، وتقترح عليهم كيف يمكن سحبها، وتدندن معهم أغنية تحمل اسمها.
يشار إلى أن والدة "شام" وشقيقتها فارقتا الحياة، إثر الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق واسعة من سوريا وتركيا، وأسفر عن مقتل نحو 50 ألف شخص.