يجري الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس زيارة إلى العراق، الأربعاء، هي الأولى منذ 6 سنوات، يلتقي خلالها الرئاسات الثلاث في البلاد.
ووفق ما أعلنه غوتيريس خلال مؤتمر صحفي من مطار بغداد فإن الزيارة بمثابة تضامن مع الشعب والمؤسّسات الديمقراطية في العراق، وهذا التضامن معناه أنّ الأمم المتّحدة ملتزمة تماما بدعم توطيد مؤسّسات البلاد.
ومن المقرر أن يزور غوتيريس الخميس مخيّماً للنازحين في شمال العراق، قبل أن يتوجّه إلى أربيل حيث سيلتقي ممثّلين عن حكومة إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي.
محورية العراق
المحلل السياسي العراقي، ياسين عزيز، قال في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية" إن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق مهمة وتعبر عن اهتمام خاص من المنظمة الدولية بالعراق.
هذه الزيارة تأتي بعد فترة من الزمن تراجع الملف العراقي فيه أمام الأمم المتحدة خطوات إلى الوراء بسبب الأحداث التي استجدت في العالم لاسيما الأزمة الروسية الأوكرانية واستمرار تلك الأزمة.
الزيارة وإن كانت جاءت بدعوة رسمية من الحكومة العراقية، إلا أنها فتحت آفاق توجيه الأنظار مجددا إلى العراق باعتبارها دولة محورية في المنطقة يمكن أن تلعب دورا مهما في أية تطورات مستقبلية.
من المأمول أن تكون زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى إقليم كردستان بعد العاصمة بغداد دافعا وخطوة تشجيعية لتقريب وجهات النظر بين الاقليم والحكومة الاتحادية من جهة وتقريب وجهات النظر بين الأحزاب الكردية نفسها.
المراقب للوضع العام يتوقع أن تنتج عن الزيارة نتائج إيجابية تعيد دور المنظمة الدولية مجددا إلى المنطقة عموما والعراق خصوصا.
مواجهة التحديات
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أكد في تصريحات صحفية مشتركة مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجيَّة العراقي فؤاد حسين في بغداد الأربعاء، استمرار دعم الأمم المتحدة للعراق لمواجهة التحديات الصعوبات وخاصة ما يتعلق بالنازحين وإعادة المقيمين خارج العراق.
قال غوتيريس: "نحن نرحب بجهود العراق بالسماح بإعادة العراقيين المقيمين في الخارج لتحقيق الأمن والازدهار".
وأعرب الأمين العام في تصريحه كذلك عن "ثقته بأنّ العراقيين سيتمكّنون من تجاوز الصعوبات والتحدّيات التي يواجهونها بفضل حوار مفتوح وشامل"، معبراً عن "إعجابه" بالشعب العراقي.
وأكّد الأمين العام دعمه للجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لإعادة مواطنيها الذين غادروا البلاد، معربا عن أمله أن يكون للعراق مستقبل سلام وازدهار مع مؤسسات ديموقراطية متينة.
وأردف الأمين العام للأمم المتحدة، أنه يجب ضمان صمود العراق في مواجهة التغيرات المناخية، مبينًا أن العراق تعرض لنقص في الموارد المائية.
وخلال لقائه بالأمين العام للأمم المتحدة، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن العراق تجاوز أزمته السياسية ويركز الآن على التحديات الاقتصادية والبيئية، وأصبح مفتاحا لحل أزمات المنطقة.
وبحث الجانبان العلاقات الثنائية بين العراق والمنظمة الدولية، وتم استعراض آفاق التعاون في ملفات النازحين والدور الدولي المطلوب، ومواجهة تحديات المناخ والحاجة للمساعدة الدولية في هذا الملف، وكذلك جهود العراق في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وتعزيز التنمية المستدامة، ودوره الريادي في خفض التوترات بالمنطقة وضمان استقرارها.